نحن شعب متدين ويعتنق الإسلام الوسطى المعتدل، ونعلم جيدا أن الخروج عن هذا فهو تطرف. والتطرف إذا كان "يمينى أو يسارى" فهو مرفوض تماما، ورغم أن جميع الفئات المتطرفة مقتنعين أنهم مختلفون فى كل شىء، إلا أنهم واقفون على أرض واحدة مهما تخيلوا أنهم مختلفون. وهى أرض الرفض الكامل والكفر بكل شىء، والذى يمكن لهذا الرفض أن يقتل الآخرين أو النفس ذاتها. ومن هنا يمكن للشر وأهل المصالح أن يستتروا وراء الأقنعة المزيفة، وأيضا يكسوها بالعقل وبالمبررات مستخدما القرآن وكلام الأنبياء وعبارات الصالحين، لكى يسطروا ويتحكموا فى هؤلاء المتطرفين ليخربوا ويدمروا ويقتلوا أينما وجدوا. ولكى نتفادى هذا وننقذ أنفسنا من هذا الفكر المدمر هو أن نربى عقولنا منذ الصغر على الفضيلة وحب الناس والاعتدال فى كل شىء، وبمعنى أوضح لابد أن نصنع قاربا من الفضائل التى تعتمد على الوسط والعدل ولن نؤمن بهذا حتى يتثنى لنا التعامل مع متناقضات العصر المدمرة ونقضى على الفكر المتطرف بجميع فئاته وأساليبه ومتغيراته المتنوعة دائما"، والذى يسيطر على الشباب المتعطش للدين وضعفاء النفس وغيرهم من الذين يستجيبون للأمر حتى ولو كان فيه قتل نفسه.
وقد شهدنا هذا على أرض الواقع وتكوين جماعات شديدة التطرف مثل داعش وجماعة بيت المقدس وغيرهم من الجماعات المتطرفة، التى تهدد العالم أجمع، وليست مصرنا الحبيبة فقط، بل أعلنوا الحرب العالمية الثالثة على العالم أجمع، وقد حذرنا من هذا فى الماضى وتوقعناه ولو لم تتضافر الجهود على المستوى الداخلى وعلى المستوى العالمى أيضا، للقضاء على هذا التطرف سنخسر كل شىء، فنعم للحل العسكرى لمحاربة المتطرفين بالسلاح وقتلهم جميعا لننقذ البشرية من شرهم، ولكن علينا بالتوازى بحيث نحارب أيضا فكرهم وفضحهم بمخاطبة الأطفال والصبيان والشباب وفتح صدورنا لهم واستيعابهم وتصحيح كل مفاهيمهم الخاطئة، والعمل على تعريفهم معنى التطرف ومخاطره حتى نصنع أجيالا معتدلة لا تؤمن بالتطرف مهما حاول السيطرة عليهم.
وفى ذلك تتضافر كل الجهود "الأزهر ووزارة الشباب وزارة الثقافة ووزارة التعليم وجميع الجهات المعنية وأيضا أبناء الشعب المصرى أصحاب العقول المستنيرة المعتدلة أيضا لها دور فى هدم التطرف من جذوره".