ما أعرفه وتعرفونه أنتم أيضا أن هوايات وأمزجة الشعوب وليس الأفراد فقط تختلف وتتنوع وتتعدد إلى حد العجب: فيه شعوب تعشق كرة القدم، وشعوب تموت فى الرجبى وأخرى فى التنس الأرضى وشعوب تتميز فى حب ومتابعة وممارسة الكريكت .. وشعوب رغم أنها متحضرة وراقية لكنها تهوى مصارعة الثيران .. والحقيقة أنها تهوى قتلها والتمثيل بها وليس مصارعتها!
وشعوب مثل اليابانيين الله يسامحهم يهوون الشغل .. وشعوب مثل الصينيين هواياتهم خوض المنافسات فى جميع المجالات.
أما نحن المصريون فنتميز عن العالم كله بأن بيننا كثيرون جداً يهوون الفهلوة وادعاء الشطارة وحب المنظرة والمعرفة. والعجب العجاب أننا بننكسف نقول: ما اعرفش..!! الله ودى تيجى ؟!! عيب إننا نقول مانعرفش ازاى؟ ياعيب الشوم !!.. طيب .. اسأل واحد عن الشارع الفلانى تلاقيه وقف وفكر ثم فكر ونظر يميناً ويساراً ثم يقول لك بثقة: بص ياباشا .. أنت تمشى كده علطول .. وتاخد بعضك وأنت مرتاح إنك لقيت مين يدلك وبتقول لنفسك: فعلا بلدنا بخير وولاد الحلال كتير.. وتمشى زى مقال بالضبط وأنت مركز قوى لتجد نفسك قد انطبق عليك كلام عمنا المرحوم بإذن الله صلاح جاهين لما قال فى الليلة الكبيرة: تمشى كده على طول على طول.. لحد ماتلاقى عمارة. تدخل يمين تلقى بتاع فول.. دكانته على ناصية حارة..تدخل يمينك فى شمالك.. شارعين وفى التالت تكسر.. على اليمين واخد بالك .. وتمشى على طول تتمخطر.. تفضل كدا تمشى وتدب .. وتخش من مطرح ما طلعت ولما تلقى مقلة لب .. تعرف بأنك تهت وضعت !
ورغم أن من تراثنا الشعبى الأصيل الذى نتمسك به ونحرص عليه ونتخذه شعاراً فى كثير من نصائحنا لأولادنا وفى كثير من جوانب حياتنا مثل شعبى يقول: "امشى عدل يحتار عدوك فيك"، لكن على أرض الواقع كلام الأمثال موضة قديمة انتهت صلاحيتها.. لكن ما قرأته فى انفراد خلال الفترة من 24 فبراير لحد 27 منه جعل شعرى يتحول لجلد قنفذ لم ولن تنفع معه كل ما يسميه شباب اليوم "جل"..
وجل كلامى اليوم سأختصره وأركزه فى كلمتين: إحنا ليه كثير مننا بيحبوا العوج؟!! ليه ماعدش يهمنا أننا نمشى صح ونبعد عن الغلط.. ليه بنحب نخالف؟.. فتصوروا يا سادة أن دفاتر المرور سجلت 4899 مخالفة مرورية فى حملات نظمتها إدارات المرور فى بعض المحافظات وليس كلها، وإلا لكان الرقم رهيباً وقبل أن أرجع وألف من مطرح مادخلت أوجه التحية للناس فى محافظات الإسماعيلية والمنوفية وأسوان، لأن أرقام المخالفات فى كل منها لم تتعد 400 مخالفة حسب ما ورد .. خلافاً للمحافظات الأخرى التى شملتها أخبار الحملات والتى كانت فيها المخالفات بالآلاف خلال الفترة نفسها .
وفى الختام أقول، نفسى ومنى عينى اقرأ خبراً أنتظره بشوق من أخبار صحافة المواطن التى هرتنا بعناوين: قارئ يرصد سيارة بلوحات مطموسة.. قارئ يرصد سيارة أجرة بدون لوحات، قارئ يرصد سيارة فى قلب القاهرة تجرى بسرعة جنونية ولوحاتها معيبة.
الخبر الذى أنتظره بشوق ولهفة: قارئ يرصد سيارة تسير بلوحات معدنية سليمة نظافة وشكلاً ومضموناً؟ وكل حملة مرورية وأنتم بخير.