ننتقد نعم، ونشكو نعم، وهل فكر أحد منا أن يقدم الشكر لمن يستحقه بعد النقد؟، نعم هو محدثكم بل قرية بكاملها وجزيرة بكاملها.
والقصة أو النقد والشكوى كان من خلال صحيفتنا هذه "انفراد"، والشكوى والنداء كان للسيد أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، الذى حملناه كل هموم ومتاعب قريتنا جزيرة الشورانية التابعة للمحافظة، خاصة وأن السيد المحافظ ولكرم ومتابعة منه، كان قد زار قريتنا العام الماضى وتلمس عن قرب وخطوات ومعايشة حقيقية لهموم القرية على الطبيعة، وقابل الناس واستمع لهم ووعد بعمل كل ما يمكن تحقيقه للشورانية، وأهمها عمل كوبرى يربط الجزيرة باليابسة، الشاطئ الآخر، خاصة أن جزيرة الشورانية هى أكبر الجزر النيلية فى مصر على الإطلاق ولا يوجد ما يربطها بالشواطئ الأخرى والجوار سوى المراكب.
فجاء المحافظ وركب المعدية، وسار فى طرقات الجزيرة، و"شاف" وسمع، ووعد ومن بين وعوده كما قلت عمل كوبرى، ولما غاب تحقيق الوعد، زادت نقمتنا وشكوتنا، خاصة بعد تعطل محرك اللنش الذى يشغل المعدية، وأصبحت المعدية وسيلة بدائية جداً كجثة هامدة فلا موتورها أصبح صالحاً ولا هى مركب شراعية تعتمد على الرياح مثلاً، فلم نجد أمامنا وعلى أجندتنا سوى السيد المحافظ الذى نال ثقة الحكومة ومجلس النواب، وتم التجديد له كمحافظ لسوهاج لما يتسم به من عمل دؤوب، ومع ذلك كانت مناشدتنا بل نقدنا له عبر صحيفتنا الغراء هذه نلقى ما يشبه الكرسى فى كلوب تجديد الثقة، ونحمله تراكمات السنين من إهمال لقريتنا ونشرنا شكوانا متهمين إياه أنه خذل قريتنا بعدم تحقيق ما وعد به من عمل كوبرى، رغم أن نفوسنا تستيقن بأن عمل كوبرى، وإن كان ذلك مهم نعم، ولكن سيظل مؤجلاً وبعيد المنال ولا أقول مهملاً إلى أن ينهض الوطن من عثراته وتوجد الميزانية الكافية للصرف والتنفيذ ومن باب وزاوية: إن أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع ويمكن تحقيقه؟.
ورغم ذلك الوعى والفهم، إلا أن بصيصا من أمل صوب نحو المستطاع، خاصة عندما تكون محاصراً فى جزيرة بين النيل، وكل قضاء مصالح الناس وحوائجهم متوقف بسبب الاعتماد على الشاطئ والضفة الأخرى من النهر، لذا كتبنا وشكونا هنا فى هذه الصحيفة كأحد المشاعل والشموع وقلنا فيما كتبناه: دعوا الكوبرى الآن جانبا، لا نفكر فى الكوبرى الآن، فقط أوجدوا لنا حلا فى حكاية المعدية الميكانيكية التى تعطل موتورها فتعطل كل شىء فى قريتنا، ليجتمع السيد المحافظ بأركان مكتبه والإدارة المحلية، والمختصون ويتقرر على الفور اعتماد 5 ,6 مليون جنيه لشراء لنش جديد يضع حداً لعزلة ومعاناة أهالى الشورانية.
حقيقة: شكراً للسيد المحافظ، هذا الذى يقدر عليه ويملكه، وحتى إن كان وعد قبل ذلك بعمل كوبرى وهو صادق بلا شك، ولكن وكما أسلفت: العين بصيرة واليد مغلولة أو تبدو قصيرة، لذلك استخدم السيد المحافظ فن الممكن ( فالطشاش خير من العمى) كما يقول المثل، وأن تضىء شمعة للناس خير من أن نتركهم يلعنوننا ويلعنون الظلام، ونتهم معهم كل الإدارات السابقة المتعاقبة فى المركز والمحافظة وزر عدم الاستجابة.. نعم وضع السيد المحافظ حداً وفى زمن قياسى يومين بعد شكوانا فى صحيفتكم.
للأمانة لم يدخر مجلس محلى مركز المراغة، جهدا فالميزانية حقيقة، أى ميزانية اللنش ولا أقول الكوبرى، أكبر من قدرات وجهد مجلس محلى المراغة، فتم تصعيد الأمر مباشرة، لديوان عام المحافظة، ومكتب السيد المحافظ، بعدما أصغوا لنا وسمعوا ووعدونا، والحقيقة صدقوا ووفوا فيما وعدوا به، هم والسيد المحافظ، لذلك، نحن من الشجاعة أن نقول شكراً سيادة المحافظ أيمن عبد المنعم والشجاعة ليست فى تقديم الشكر فهو واجب، بل الشجاعة الحقيقية أن نقول لك: عفوا لقد تحملتنا، وتحملت زفراتنا وضجرنا وشكوانا، بتحميلك كامل المسئولية وكأنك تحمل العصا السحرية، ونقدك علنا هنا فى الصحيفة، بمعرفتنا، وبسطورنا وارتأت الجريدة وهى صادقة فى ذلك أن هذا دورها أن لا تحجب لنا صوتاً أو رأيا طالما كان فى حدود الأعراف والتقاليد الصحفية، وكانت الجريدة أو بدت كهمزة وصل مباشرة ولا أروع لذا وجب الشكر لها هى الأخرى.
نعم شكرا لها كمطبوعة إعلامية تعرف دورها، وحققت المعجزة بطفرة إعلامية، ونالت القبول وتربعت على عرش القلوب.
كان هذا دورك معالى السيد المحافظ، ويتوجب علينا أن نقدم لك الشكر مضاعفاً بعدما انتقدناك .. وهذا هو دور مجلس محلى المراغة الذى انتقدناه هو الأخر، ولكن صدقونى كان أعضاء المجلس المحلى من البشاشة، ومن الصبر، والتفهم ونحن نشكو ونضجر ويرتفع صوتنا ومشهد النيل والجزيرة واللنش المعطل قريب منهم وعلى مرمى حجر، وقد توجهنا فيما توجهنا للنائب عن الدائرة والمركز فى البرلمان السيد هشام الشطورى، فقال: يا جماعة تعالوا أنا منكم، وأنتم منا والخطوات ستكون هكذا، ودلنا على الطريق الصح، وأن البداية ستكون من المجلس المحلى رغم أن كل الطرق تفضى إلى روما!، أى للسيد المحافظ والمحافظة وكان لروشتة ووصفة السيد النائب الوفى الأمين، الذى لم يختفى، أو تنتهى مهمته وصلاحية بشاشته، بعدما دلف للبرلمان، لا بل ظل على اتصال بالدائرة، كان وما زال معنا، فى سرائنا وضرائنا، فتحية له، ولكل تلك الأعمال الخلاقة فى وطن جديد، يخطو المسئول فيه ولا يضجر أو يوصد بابا أمام الناس، طالما كان بالإمكان تحقيق فن الممكن.
فشكراً للسيد المحافظ أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج من أهالى جزيرة الشورانية بدأنا بها وننهى بها .