حازم سعد حسب الله يكتب: خمس أعوام على فراقك يا أبى.. يوم وفاتك قصم ظهرى

عندما يعلم أحدهم أننى ابنه يتخيل أننى أمتلك من الميراث ملايين الجنيهات، فهو من لقب بشيخ المحامين كونه من أكبر المحامين المتخصصين فى الشئون الإسلامية، هذا الرجل الذى يدعى "سعد حسب الله"، فإذا رأيته من قبل ستدرك أنك تقف أمام شخص يحيط به العديد من علامات الاستفهام، فرغم شخصيته القوية، إلا أنه يمتلك قلبا كالطيف رقيقا لدرجة أنك لا تستطيع أن تلمسه. 5 أعوام مضت على فراقك يا أبى رحلت عنا ونحن لا ندرى ماذا سنفعل فى مستقبلنا الذى بات يمضى دون نصيحتك، رحلت عند خالقك وتركت لنا سيرتك العطرة التى نعيش بها، رحلت وتركت لنا إرثا لا يقدر بثمن، حينما يذكر اسمك فى أى مجلس تتبعه بعض الكلمات التى أسعد جدا لسماعها، مثل "الله يرحمه كان راجل محترم"، "الله يرحم أبوك كنت بحبه جدا"، "الله يغفرله ويرحمه كان دايما مبتسم فى وجهه أى شخص"، "يارب تبقى جدع ومحترم زى أبوك"، "الله يرحمه كان صاحب فضل عليا وأسرتى"، "الله يرحم أبوك الغالى يا أبن الغالى"، كل هذه الكلام إلى يومنا هذا وأنا أسمعه. كان يوم 10 مارس 2012، ولم يتبق على صلاة الفجر إلا ساعتين، خرج لنا الطبيب من غرفة الإنعاش وهو يبكى وقال لنا "البقاء لله لقد توفى الحاج لكنه قال الشهادة مرة وتوقف جهاز القلب، ثم يفيق مرة ثانية وينطق الشهادة ويتوقف الجهاز مرة أخرى، وفى المرة الثالثة قالها وتوقف القلب نهائيا، الحاج كان راجلا صالحا". يوم وفاتك كان بداية قصم ظهرى، فما كنت أقدر عظمة وجودك يا أبى إلا هذا اليوم، لم يعد هناك من ينصحنى أو يرشدنى الى طريق الثواب دون مقابل، لم يعد هناك شىء يسعدنى بل يضحكنى ضحكات مصطنعة حتى تمر السنين، تذكرت يا أبى وقت ذهابنا للمدرسة فى الصباح أنا وأخوتى، وأنت تودعنا على باب المدرسة، تذكرت حينما كنت أذهب معك إلى المحكمة وأراك وأنت تدافع عن المظلومين وكنت فى أشد الفرحة وقتها، تذكرت حينما كنت أراك فى التلفاز وأنت تتكلم فى بعض القضايا، تذكرت عندما أرى أسمك مكتوب فى جريدة ما وأذهب إلى المدرسة بالجريدة لأتباهى بأن أسمك ذكر فى الجريدة كان والدى سعد الدين عبد الغنى حسب الله وشهرته سعد حسب الله محام للجماعة الإسلامية، وترافع فى كل قضايا الجماعة من أوائل الثمانينيات حتى وفاته كان محاميا للشيخ عمرو عبد الرحمن، ومحاميا للشيخ حافظ سلامة، ومحاميا لـ أيمن حسن، وفى كل القضايا الشهيرة فى الـ25 سنة الأخيرة بداية من مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، وقضية تنظيم طلائع الفتح والعائدون من أفغانستان واغتيال رفعت المحجوب، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، ومحاولة اغتيال صفوت الشريف وتنظيم الجهاد، مرورا بقضية تفجيرات الحسين وتنظيم خلية الزيتون ونهاية بقضية خلية حزب الله، كان دائما يحب العمل فى صمت ومذاكرة ودراسة أوراق القضايا حتى يجد بها ثغرات تفيد موكله. رحمك الله يا أبى، كم كنت أتمنى أن ترانى وأنا أعمل صحفيا، وكم كنت أتمنى أن تكون بجانبى حتى أستلهم منك كل شىء من خبرة وأخلاق ونصائح تفيدنى فى هذه الدنيا، كم توحشتنى يا أبى فقد توفيت وفارقتنا جميعا، ولكن أعاهدك أن أظل على ذكراك وأن حافظ على نصائحك التى كنت تنصحنى بها، وأن ادعو لك فى كل صلاة.. الله يرحمك يا أبى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;