عندما غابت شمسك عن سمائى أصبح الكون كله ظلام دامس بلا ألوان وملامح وأصوات. لم يعد سوى صدى صوتك يرن فى أذنى لم أعد أرى سوى صورة وجهك الصبوح المشرق بالمحبة والأمل. بعد فراقك أصبح كل شىء بطيئا ومملا.
أتذكر حين كنا دائما نسرق من أيامنا اللحظات السعيدة ونبقيها أكثر وقت ممكن، وكأننا نعرف أنها قليلة ولن تدوم، ولكن لم يخطر ببالنا أن الفراق حتمى وقريب جدا"، ولم نتوقعه لأن القضاء والقدر هو سيد الموقف، وأنه ليس بأيدينا حيلة أمام تصاريفه. ففراقك مثل لهيب النار ليس له حدود، ولا يشعر به إلا من اكتوى بها.
والسؤال هل للفراق زمان أو مكان أو ميعاد؟، الإجابة لا، فإن الموت يأتى بغتة. لأن الفراق قاتل وصامت وقاهر ومميت ولا يتركك حتى تبكى بلا دموع، ويجعل قلبك يئن بلا حياة. ولن تستطيع أبدا تفادى مصيرك من وجع البعاد ولن يفيدك هذا الكون الفسيح عندما تنادى على حبيب لم يعد يسمعك ولن يسعك بيتنا مهما كان كبيرا ومريحا لم يعد موجودا فيه. فاللهم صبرنا على فراق الأحبة وارزقنا القوة لنتحمل الم الفراق.