اكتشفت فجأة أن كل الرجال أصبحوا ظرفاء وطيبين وحبوبيين ولطفاء وزي النسمة ؛ الكلام ده طبعا يوم 8 مارس .. اليوم العالمي للمرأة.
فجأة كده ودون مقدمات أصبحوا رومانسيين ؛ وفجأة كده اكتشف الرجال أن المرأة منبع الحب والحنان ؛ وأنها من تصنع المستقبل ؛ وأنها تكافح وتشقى وتكد وتتعب وأنها سر الحياة ؛ وأيقونة الوجود ؛ وضحكة اليوم ؛ وأمل الغد وأنهم أي بعض الرجال مفروض يبوسوا أقدام اللي تعبت وربت؛ وأنهم يقدرون سهرها لراحتهم ، وراحة أطفالهم ؛ وتسلميلي يا ست الكل ؛ وتعيشي يا حبيبتي ونور عيوني.
نعم : كم هائل من التهاني انهالت على البعض من النساء في هذا اليوم جعلتني أشعر أننا نتعامل مع رجال يختلفون عن رجال يوم 7 مارس ؛ وقطعا سيختلفون عن رجال يوم 9 مارس.
هو يوم واحد فقط فى العام يرتدي فيه بعض الرجال الأقنعة ؛ ويستخدمون كل أدوات الماكياج ؛ ليعيشوا إحساسا مزوراً بمناصرة المرأة حتى التضامن مع المرأة والانتصار لقضاياها أصبح قشرة ؛ ونوعاً من البرستيج نظام أنا رجل راقي.
الغريب أن كثيرين ممن يرتدون تلك الأقنعة هم سي السيد في بيته ويحتفلون مع صديقاتهم ؛ ويوبخون زوجاتهم؛ يتذكرون يوم 8 مارس مع زميلات العمل ؛ وفي مواقع التواصل الاجتماعي ؛ ويرسلون قصائد الشعر والورود والقلوب الحمراء وعبارات الغزل وزجاجات العطر إلى النساء حولهم ؛ وينسى الغالبية الأم والزوجة والابنة والأخت.
لطفاء جدا ما قبل الدبلة ؛ يعيشون الاحتفالات والمناسبات العالمية نوعاً من الطقوس الباردة من دون أن تترك أثراً جوهرياً في حياتهم فتنتهي صلاحية مشاعرهم بغروب شمس يوم الاحتفال ثم يعتقدون أن تغيير بروفايل موقع التواصل ؛ أو وضع عبارات لنزار قباني ؛ أو أحلام مستغانمي يعني أنهم يقدرون المرأة ؛ ويؤمنون بحقوقها ومستعدون للإيفاء بها.
افيقوا يا هؤلاء ؛ الاحتفال بالمرأة ؛ واحترامها إحساس وتصرف وليس بالبحث عن عبارات الكلام من جوجل..المرأة مخلوق رقيق يجب الاعتناء به ومعاملته بلطف.
عزيزي الرجل : ابتسم بوجه زوجتك ؛ وإن لم تمتلك المال لشراء هدية يكفيك إهداءها وردة جميلة مع بعض العبارات اللطيفة ؛ ولا تجعل حفاوتك بها واهتمامك موسمياً ؛ واجعلها سيدة العام ؛ ولا تحتفل بها فقط عدة أيام.
عزيزتي المرأة : أنت سيدة العام وكل الأعوام.