فــــى صــبــاح كــل يــوم تــبــدأ قــصـتــه
مواطن يـسـتـشـيـط غــضــبًا من حـدة جـنـون الأسـعار
بـعــدما تـســلــم راتبه فـى نــهـايـة شهــره
ذهـب إلى الـمتاجر ليجدها قد وصلت إلى قمة الانفجار
فيعـود مـصدومًا إلى بيته تـعـتـصره الآلام
مـن أيـن سـيـوفـر لأهـله حاجاتهـم و قد تملّكه الانكسار
مـواطنون تـثور بـداخلهـم أوجاع المعـيشة
أحـمـال فــوق عاتـقـهـم تـحـت خـناجـر أطـماع الـتجار
تـجار انـعـدم ضـمـيـرهم و ماتـت صحوته
اتــخــذوا مـن الـتــلاعـب بــقـيـمـة الـسلـع لديـهم شِعار
يسـتـقــبـلون زبائـنهم على الرحب والسعة
ثـم يـأكـلون مـدخراتهـم فــيخرجوا مذبوحين فى انهـيار
حــالات الــســخـط تــعــم أرجــاء كل بيت
يعـقـد الـغـضب حاجبـيه ثائرًا لديه على الانتقام إصرار
من تـاجـر أذل الـنــاس حــتـى جــاعـــــوا
فتوَحَّش حنـقـهم من ظالم لم يضع حرمانهم فى الاعتبار
يحــتــكــر مـتـطـلـبـاتـهـم ويتمادى نـهـمه
فـيخـترع أكـذوبة الـخـصومات حتى يختلق بها الأعذار
استـغـلالى يخـفـى أسـعـارها الحـقـيـقـيــــة
فــأتـت المـقـاطعــة تــدق عـلى أبـوابه جـرس الإنـــذار
ضـحــايــا جــبـروته تـفـور وتغـلى دمائهم
حــتـــى شهــد الإقــــبال عــلى عــتـبات دكانـه انحسار
إلى متى ستظل بين البيع والشراء تطعنهم
ها هُم تركوا بضاعـتك تـتعـفـن على رفوفـك فى احتقار
تــدفـعـهم مـعاناتـهم لـمواجهة غلاء فاحش
حرب بين الجشع والرحمة فلمن سيكون فيها الانتصار