كان يا ما كان فى سالف الزمان قصة كثيرا ما تتكرر الآن.. كانت هناك بلدة كبيرة بها من كل الخيرات الحسان، وكان بها وفرة من الشباب الشجعان الذين يحبون بلدتهم ويتمنون لها الرفعة ويدينون لها بالعرفان.. لكن بلدتهم قد تعرضت لظروف عصيبة وهدد أمنها مخاطر مهيبة ولم يهتم أحد بزرعها وغرسها، ولم تنتج حينها ما يجعل أهلها فى عيشة رغيدة ..
أحبط الشباب وانتشر الفساد وضاعت الهمة وكثر فى البلدة فتاوى الأئمة.. ولم يبق أمام أهلها إلا أن يصلوا إلى الوالى ويحملون معهم أحلامهم وآمالهم وأفكار قد تنير الليالى.. لكن قصره كان محاطا ببعض الرجال.. قديمى الفكر.. مختذلى الخيال.. يخشون حقا التغيير.. ليس لديهم قدرة على خلق الحل البديل.
لم يصل شباب البلدة إلى الوالى.. لكن أحدهم قال سنبدأ نحن من الآن.. سأغير دوما من نفسى وأضيف لعملى ولفكرى وسأعمل يوما فى حقلى من أجل بلادى ولأهلى، وسيزهر حقا بستانى ويصل للوالى عنوانى وسيدعونا حتما فى القصر لنناقش فكر الشباب.
بالهمة تحيا الأوطان والوالى سيسمع رؤيتنا.. إن كان لدينا من الصدق ما نخدم به البلدان.. ويحرك ما سكن كثيرا ويحرر عجز الإنسان.. فلنبدأ هيا من الآن.. لا تهاون أبدا يا وطنى.. ستدار بقوة إيمانى.