كل يوم تسقط لبنة جديدة من جدار الأخلاق المتصدع فى المجتمع الذى بات يعانى من أفعال غير سوية والتى طفت كثيرا على السطح، كل يوم تحدث جريمة بشعة تؤثر على نفوس ومفاهيم وأفكار المجتمع، وكل ذلك يرجع إلى أسس التربية السليمة منذ الصغر والنشأة فى بيئة قويمة، تخلق أجيالا ذات أخلاق ومبادئ مبنية على الدين الحنيف الذى يرسخ لكل معانى المحبة والفضيلة ومكارم الأخلاق.
ولكن يبدو أننا نعيش فى غابة بعقليات الذئاب والوحوش التى لا تعرف من معانى الإنسانية إلا إشباع رغباتها الحيوانية، فهل يعقل أن يتجرد إنسان ويغيب عنه عقله، وأن يقدم على فعل كارثة بكل المعايير ويغتصب رضيعة لم تتجاوز العامين لمجرد إشباع رغبته القذرة، من العيب أن يطلق عليه لقب إنسان ولا حيوان، لأن الحيوانات أنعم الله عليها بالإحساس، إنما هذا الكائن مجرد من أى ذرة من عقل أو إحساس يذكر.
إن تلك الفعلة البشعة إنما قتل بها الطفلة لباقى حياتها وليس هى فحسب بل أسرتها بالكامل، لأننا بالطبع نعيش بمجتمع متأصل به بعد الأفكار والعادات التى ستمنع تلك الطفلة الرضيعة عندما تكبر أن تتمكن من الحياة بشكل طبيعى، وأن تتزوج كباقى البشر، ولكن ستظل تلك الكارثة التى مرت بطفولتها حاجزا نفسيا ومعنويا لها
عندما نسمع أو نشاهد عن حوادث التحرش سريعا يتم الاتجاه صوب الفتاة وانتقادها ونبارزها بالاتهامات من هنا وهناك، وكما يقال ملابس الفتاة هى السبب، أو أسلوب الفتاة فى الحديث هو ما شجع المتحرش على أن يتحرش بها، من الممكن أن نتفق أو نختلف فى وجهة النظر، ولكن ليس هناك مبررا واحدا أمام هذا المجرم مغتصب الطفلة الرضيعة فى أن ينزع عنها طفولتها وبراءتها ويفقدها حاضرها ومستقبلها.
لابد من عقاب هذا المجرم القذر أشد العقاب ويجب على مجلس النواب العمل سريعا على إصدار تشريعات حازمة وقوية لتغليظ العقوبة على تلك الكائنات التى باتت تتكاثر فى المجتمع بشكل مريب، وكذلك لابد من تفعيل دور المجلس القومى للطفولة وحقوق الإنسان من تنظيم دورات توعوية وتثقيفية لبيان أثر تلك العدوى المنتشرة فى المجتمع وأثارها الممتدة وكيفية مواجهة ذلك مع مؤسسات الدولة المعنية بالأمر.
وكما يقال دائما من أمن العقاب أساء الأدب، ولابد من وجود وقفة حقيقية وجادة فى هذا الأمر وإلا سنجد كل يوم كارثة أخلاقية جديدة وتحول المجتمع لتطبيق شريعة الغاب، وكل يأخذ حقه بالقوة وليس بالقانون.