نتساءل كثيرا عن أسباب القفزة الدولارية العجيبة وكيف أثرت بالسلب على مصير السلع الاستهلاكية.
لاشك أن الإنتاج المحلى يؤثر بشكل فعال فى القيمة المالية للعملة المحلية، وساهم نقص الإنتاج فى تردى الأوضاع، ففى ظل الحالة الاقتصادية المتردية وتوقف عجلة الإنتاج وزيادة نسبة الواردات عن الصادرات، أصبح الطلب على الدولار متزايدا إلى أقصى درجة ووصل الدين الخارجى إلى ما يتعدى عن 65 مليار دولار، واعتمدنا على استيراد 75% من السلع الغذائية الأساسية ومستلزمات الأطفال، حتى طال هذا التدهور أيضا ملف صناعة الدواء وتم المساس بالأمن القومى الدوائى المصرى.
فقطاع الدواء يئن كثيرا بسبب تلك العثرات التى لا تجد لها مجيبا ولا تجد لها أبا روحيا ينقذ تلك الصناعة الاستراتيجية والحيوية التى سيطر عليها أصحاب المصالح ورأس المال، حتى أصبحت فى حال لا يرثى له على الإطلاق.
إن حوالى 95% من المواد الخام الدوائية التى هى نواة تصنيع المادة العلمية والكيميائية يتم استيرادها من الخارج، وبالطبع جدا أثر الدولار على الاستيراد وعلى الصناعة القومية بالسلب.
إن حل تلك المشكلة يكمن فى الإرادة واليد العليا لها القرار الحاسم، بأن يتم إنشاء مصانع تنتج المادة العلمية، وأن يكون هناك تصنيع حقيقى للدواء يمكن أن يحقق أرباحا طائلة، ونستطيع أن نصدر إلى دول أفريقيا ويكون مشروعا استثماريا يحقق العائد والفائدة الدولارية الوطنية المربحة.
فعليا تحتل تجارة الدواء المرتبة الثانية عالميا بعد تجارة السلاح، وتحقق أرباحا مهولة بالمليارات للدول التى تهتم بتنظيم هذا القطاع المهدر حقه والمتهالك أركانه.. فدولة مثل الأردن أصبحت من المصدرين الأول للدواء فى الوطن العربى وأفريقيا وتفوقت على مصر بسبب تنظيمها بإنشاء هيئة عليا للدواء والغذاء واهتمامها بتلك الجانب المهم.
إن شأنى كشأن أى شاب مصرى نسعى جميعا أبناء الوطن إلى تحقيق الحلم وركب سير التنمية والتطلع للآمال والنهضة الفعلية..المستوحاة من نشر الوعى والثقافة والتعليم..نرغب دوما بالاهتمام بكافة النواحى التكنولوجية والإنتاجية، حيث إنه قد حان وقت العمل وإعادة تشغيل المصانع فى كل مجالات الإنتاج القومى التى تم إيقافها حتى إشعار آخر بسبب لا نعلمه أرجو جعل هذا الباب قيد الاهتمام والنظر..
دعونا نساهم فى نهضة مصر، فالاهتمام بالعلم والعمل لطالما نحلم أن نكون بلدا متقدما ونموذجا مثاليا نساير ركب التقدم والرقى فى شتى المجالات والقطاعات العلمية والتنموية والثقافية، فالنهوض يتطلب اجتهاد.. والاجتهاد يتطلب مثابرة والمثابرة تأتى بالابتكار والعلم الذى هو أساس الحياة، فالعلم أساس كل الحضارات وأساس علوها وسموها شاء من شاء وأبى من أبى..
فليبقى كل منا فى مكانه.. العامل فى مصنعه والمزارع فى أرضه ومرعاه والمهندس فى موقعه والطبيب فى مستشفاه والعالم فى معمله والحرفى فى ورشته، أن الأوان إلى تغيير النظرة الحياتية والتخلى عن كل ما هو سلبى وفيه مضيعة للوقت، انشروا الروح والطاقة الإيجابية الخلاقة ونحوا الخلافات وروح التشاؤم والطاقة السلبية القاتلة المسيطرة على أغلب العامة.
اجعل نفسك عنوان المرحلة، وكن أنت البداية.. كن أنت قدوة ومثالا فى عملك، كن كالمصباح المضىء فى عز العتمة وفى عز السواد الكاحل.. اعملوا بكد وأمانة وشرف وراعوا الله واتقوه فى ضمائركم وفى نفوسكم، اجعلوا المصلحة العليا تسود وتعلو.. اجعلوا الضمير والأمانة عنوان المرحلة، نموا روح التعاون وثقافة العمل الجماعى وراقبوا كل ما هو جديد فى العلم والحياة، واسعوا للعلم ولو فى آخر بلاد العالم.
كفانا نواحا كفانا سلبية كفانا انبطاحا.