تعالوا بنا جميعاً نسأل أو إن صح التعبير نتساءل: أين هى ثقافة الاختلاف الآن بيننا..؟! لماذا حولنا ثقافة الاختلاف إلى خلاف حاد شديد عنيف، وقد يؤدى أحياناً إلى القطيعة والخصام بيننا..؟! هل ثقافة الاختلاف نعمة أم نقمة..؟! هل ثقافة الاختلاف خطيئة أم فضيلة..؟! هل نحن مؤهلين ثقافياً وإنسانياً وأخلاقيا ودينياً لممارسة ثقافة الاختلاف..؟! أم أن هذه الثقافة أصبحنا لا نعيها ولا نجيدها..؟! هل كل الآراء يجب أن تكون على هوانا، لكى نتفق مع بعضنا..؟! أم أنها هى ثقافة الاختلاف التى أصبحت الآن معدومة بيننا..؟! هل ما حدث فى مجلس النواب قبل أيام يليق بنا..؟! لماذا أصبحنا بهذا العنف الشديد فى الحوار والاختلاف فى الرأى..؟! لماذا أصبحنا لا نريد إلا أن نسمع صوتنا ورأينا، وما يتوافق معنا؟! .. لماذا لا يتم تدريس ثقافة الاختلاف فى مناهجنا الدراسية فى جميع مراحل التعليم فى مصر..؟!
ما أحوجنا الآن إلى ثقافة الاختلاف.. ما أحوجنا الآن أن نتحاور ونتناقش دون أن نحول ثقافة الاختلاف إلى خلاف.. ما أحوجنا الآن إلى هذا الفكر الراقى العبقرى: "رأيى صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأى غَيرى خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ"، الشافعى رحمه الله.. ما أحوجنا الآن إلى محبة صادقة، ونقاش محترم.. ما أحوجنا أن نتعلم يعنى إيه ثقافة الاختلاف..ليتنا جميعاً نتعلم ثقافة الاختلاف ..
وأختم مقالى بقول ويليام شكسبير: "أسوأ العقول..هى من تحول الاختلاف إلى خلاف ".