الحب أجمل شعور ممكن يحسه الإنسان، فبالحب يشعر بالأمل بالتفاؤل بالسعادة، بالحب يصبح قادرا على العيش برغم الهموم والمشكلات والضغوط التى يتعرض لها والظروف الصعبة التى تحيط به.
وفى مقارنة بسيطة بين الحب زمان والحب الآن نجد الفارق كبير جدا وهو ببساطة شديدة كان الحب فى الماضى واقعيا، بحيث كنت تحب بنت عمك أو بنت الجيران أو زميلتك فى المدرسة أو فى الجامعة أو حتى فى العمل وكل قصص الحب الملتهبة على مر الزمان نشأت هكذا. لأنك كنت تراها وجها لوجه تعرفها جيدا تعاملت معها ومن خلال هذا تنشأ العلاقة العاطفية والحب الحقيقى بين أى اتنين جمعتهما نظرة حلوة كلمة جميلة ابتسامة شىء ملموس وواقعى.
أما الآن وفى ظل التكنولوجيا الحديثة والنت تركنا هذا الحب الواقعى وبدأنا نبحث عن الحب فى العالم الافتراضى الذى يسمى النت فترى الولد والبنت فى منتهى السرعة يتعرفان وبنفس السرعة يرتبطان عاطفيا" دون أن يرى بعضهما ولا حتى يسمع كل منهما صوت الآخر، والمدهش أن بإمكانه أن يحب أكثر من فتاة، وأيضا البنت تحب أكثر من ولد فى وقت واحد وإذا استمر الحال يبدأ كل منهما يتخيل الآخر فى شكله وهيئته وصورته، بحيث الولد تتكون فى خياله أجمل صورة لفتاته مثل مالكات الجمال التى يراها على النت، وأيضا "الفتاة تتخيله مثل نجوم السينما وإذا تطورت العلاقة بينهما ورأى كل منهما الآخر فهنا تحدث الصدمة الكبرى عندما يرى كل منهما الآخر على هيئة غير التى تخيلها، ومن هنا يبدأ الفتور وعدم الاهتمام وتنتهى العلاقة فورا، "ويبدأ كل منها فى البحث مرة أخرى فى العالم الافتراضى عن الحب وهكذا تتكرر الحكاية وتصبح إدمان. والسؤال لماذا تركنا الحب فى العالم الواقعى ونبحث عنه فى العالم الافتراضى؟ والسؤال الأهم هل من الممكن أن تنشأ علاقة عاطفية حقيقية تضمن لها الاستمرارية فى هذا العالم الافتراضى؟.