الحكاوى عن طيّب الذكر وعطر السيرة جناب المليم شوّقتنا لعودته رغم انه يغنّى بسخرية : قول للزمان ارجع يازمان.
واقول لجيل اليوم والغد اننى وصفت المليم بأنه طيّب الذكر لان كبارنا لايزالوا يتذكرونه بكل خير ويثنون عليه و يترحمون ويتحسرون على أيامه، رغم أنه كان أقل عملة مصرية فى القيمة ويكفى أن أقول لهم: إن اللحلوح ( اسم الدلع للجنيه) كان بألف مليم.. وتحضرنى حكايات الكبار وحوار الأفلام القديمة الذى جاء فيها وفيه: ربنا يعينكوا على أيامكم السودة والمنيله بنيلة.. الكبار قالوا لنا أنهم كانوا يشترون عشر بيضات بمليم وكانوا يقولون لصاحب الدكان: أمى بتسلم عليك وبتقولك ادينى عشر بيضات بمليم واتوصى.. ولم افهم اتوصى دى تعنى ايه .. هل يعطيهم صفارين فوق البيعة أم رشة بياض؟!!
واذكركم واذكر نفسى بقول بيرم التونسى طيب الله ثراه: يابائع الفجل بالمليم واحدة كم للعيال وكم للمجلس البلدى كأن امى بل الله تربتها أوصت فقالت اخوك المجلس البلدي.
الآن حدث هبوط اضطرارى للمليم فتوارى خجلاً من السوق ومن الذاكرة فى المحروسة ولم نعد نراه الا فى ألبوم صور ذكريات عمنا جوجل.. و الآن كأنى أسمع المليم يرحب بالأرنب فى هبوطه الاضطرا رى قائلا له: شرفت المهبط ياخفيف.. والارنب كما تعرفون هو اسم الدلع للمليون الذى اصبح مالوش لا وزن ولا قيمة ولا رهبه ولا وقار ولا يخوف زى زمان.. المليون أصبح ملطشه واتمسح بيه الأرض.. أقول قولى هذا بعد الهوان الذى اصابه مما جعلنى اتابع اخباره التى ينشرها انفراد وريقى ناشف وعيونى مزغلله نا اتابع وريقي ناشف ماينشره انفراد عن حاويث حول المليون المهزأ الذي اصبح العوبة وانا عايز شهادتكم اللى ترضى ذمتكم .. هل تتفقوا معى فى ان المليون اتمرمط واتمسحت بيه الارض أم لا ..زمان كنا لما موظف يفتح الدرج لنلقى فيه بالعشرة جنيهات كنا نخرج من مكتبه ونحن نشكو لطوب الأرض إنه طماع ومش عاجباه العشرة جنيه ثم نتساءل بدهشة هى الناس اتجننت كده ليه .. دلوقتى ياساده ودليلاً على مهانة المليون تم ضبط مفتش آثار فى إمبابة لتقاضيه مليون و150 ألف جنيه رشوة...وضبط أحد الأشخاص لاستيلائه على 250 مليون جنيه من بعض المواطنين بدعوى توظيفها.. وواحد فى شركة انتاج "أنارب"استولى على أكثر من 25 مليون جنيه من 1800 شخص. رغم انه أخف وطأة من ذلك الشخص الذى استولى على مليار جنيه من موظفين ( خلوا بالكوا "موظفيين") مش أثرياء أعمال !! وواحد تانى بسيط وقنوع استولى على 250 مليون جنيه.. وبخته الردى وقعه فى شر أأعماله قبل ما يوصل للمليار.. مع انه كان باقى له شوية فكه أو فركة كعب.. والأعجب والأكثر جرأة ذلك الموظف الذى استولى على 3,5 مليون جنيه رواتب من بنك بشهادات مزورة طيلة 7 سنوات.. رغم الدقة الروتينية التى تصل إلى حد الغلاسة التى تتمتع بها تعاملات البنوك.
وما أعاد المليم إلى الذاكرة هو تصريح سعادة فريد الديب محامى الرئيس الأسبق الذى نشره انفراد يوم 17 مارس الماضى وأكد فيه إن : "مبارك معندوش ولا مليم".. وأنا أصدق الديب وعلى استعداد ان ابصم على كلامه بالعشرة والعشرين لأن المليم اختفى قبل ظهور مبارك .. لكن الغريب هو التقارير الاعلامية السابقة التى جاء فيها إن ثروة الرئيس الاسبق تتراوح مابين 40 إلى 70 مليار دولار..
وهذا يؤكد إن المليار يسير حثيثا بتؤده مقتفياً أثر المليم لان هناك ارتباط وثيق يجمع الثلاثى المتمرمط فكل منهم يبدأ بحرف الميم فتساوى المليم والمليون والمليار فى المصير الدبية وهذا هو اللى جاب السيرة ونكأ جرحا أوشك أن يندمل كما يقول جهابذة اللغة العربية .. ولا استبعد ان يقف المليار على باب المليم والمليون نادبا حظه قائلا انتم السابقون ونحن بكم لاحقون وقد يجمعنا الزمان فى خزينة واحدة واختم بقولي..بإيقاف "الفساديشن" المستشرى بوقاحة وجرأة وجبروت وانعدام ضميرة وق يتوقف الهبوط الاضطرارى للعملة المصرية. ودمتم لمصر.