د. إبراهيم البنا يكتب: إدمان الترامادول أزمة مجتمع وضمائر غائبة

يشكل الإدمان وتعاطى المواد المخدرة كارثة مجتمعية وأخلاقية تتطلب من الجميع الوقوف ولو لبرهة للتفكير فى تلك الأزمة واحتوائها. حيث باتت تلك الظاهرة مرئية ومسموعة لدى الجميع ويقع ضحيتها أغلب الشباب فى مقتبل العمر وأكثر عقار له صدى هو " الترامادول " . إذن ما هو عقار الترامادول Tramadol؟ الترامادول عبارة عن مسكن قوى يندرج تحت بند الأدوية المخدرة، حيث يتم تصنيعه بطريقة كيميائية ويستخدم كمخدر للآلام الشديدة، حيث يعمل بآلية مشابهة لآلية عمل المورفين ويقوم بغلق المستقبلات العصبية المركزية المسئولة عن توصيل الإحساس بالألم، وبالتالى فإن غلق تلك المستقبلات يؤدى إلى تأثير قوى فى تسكين الألم، وقد يضطر الأطباء إلى وصف ذلك العقار فى الحالات الحرجة كمسكن لمرضى السرطان وفى الحوادث وكسور العظام، ويتم استخدامه فى أضيق الحدود ولا يتم صرفه إلا بروشتة طبية مختومة وموقعة بالتاريخ اليومى. ما هى الأثار الجانبية لعقار الترامادول؟ وما هى تأثيراته السلوكية؟ عقار الترامادول شأنه كشأن أى مخدر، لذا فإن التناوب عليه يؤدى إلى مستويات غير مسبوقة من الإدمان، وهنا تأتى الكارثة حيث يجد الضحية نفسه بعد أن كان يتناول قرصا يوميا بعد فترة وجيزة من التعاطى يجد أن ذلك القرص لم يعد يحدث فائدة لديه ولا يحدث تأثيرا وبالتالى يضطر إلى أخذ قرصين وثلاثة وهكذا مع الوقت إلى أن يتناول شريطا كاملا كى يحدث له التأثير المرجو، هنا الجسم وصل إلى مرحلة تسمى " Tolerance" ويمكن أن زيادة الجرعة تودى بالمريض إلى خطر التسمم بالجرعة الزائدة Overdose وبعدها الوفاة . · أولا بعض الأثار الجانبية الجسدية : تشمل اضطراب النوم وعسر الهضم والغثيان والقىء والإمساك وجفاف الفم ورعشة وأفعال انعكاسية لا إرادية والخمول والدوخة وتتطور لتصل تلك الأثار إلى التشنجات والهلاوس والتلعثم وتسارع نبضات القلب وصعوبة التنفس وفقدان التناسق العصبى الحركى. · ثانيا التأثيرات المجتمعية والسلوكية : تشمل السلوك العنيف والعصبية الزائدة والعزلة المجتمعية والاكتئاب وسوء الحالة المادية نتيجة التناوب على شراء المخدر، أيضا احتمالية زيادة الحوادث أثناء القيادة بسبب بطء التناسق العصبى العضلى تحت تأثير المخدر يؤدى إلى، بطء فى اتخاذ القرارات المفاجئة أثناء القيادة ويظهر ذلك جليا من تكرار حوادث سائقى النقل الثقيل... لقد انتشر فى الآونة الأخيرة فى بعض الأسواق المشبوهة من مروجى تلك السموم ما يسمى بالترامادول الصينى الذى يروجه بعض المهربين ومعدومى الوازع الإنسانى والأخلاقى، وتشير التقارير إلى أن تلك الحبوب التى تحمل هذا المسمى تحمل أيضا مخاطر إضافية عن تكسيرها داخل الجسم قد تصل إلى الفشل الكلوى والكبدى، حيث إن مصدرها غير معلوم ولا تنطبق عليه المعايير التحليلية والبحثية ولا يخضع للرقابة الدوائية. ·علاج إدمان الترامادول: إن علاج إدمان الترامادول ليس بالمشكلة المستحيلة وليس السهلة أيضا حيث يتطلب تضافر الجهود والعمل الجماعى بين الأسرة والتأهيل النفسى والعلاجى، فيتم إيقاف تناول تلك الجرعات تدريجيا للتقليل من الأعراض الانسحابية ويفضل الذهاب إلى مصحة نفسية لتلقى العلاجيات المضادة تحت الإشراف الطبى الكامل مثل هذه العلاجيات، مادة النالتريكسون Naltrexone . وأيضا الميثادون Methadone والبوبرنوفين Buprenophine حيث تعمل تلك المواد على تقليل الرغبة فى التعاطى وتقلل من الاعراض الانسحابية، أيضا البعد عن رفقاء السوء فمرحلة العلاج الأولى أفضل بكثير من المراحل المتأخرة، وبالتالى تقلل من حجم المعاناة .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;