تلك أمٌ بــــعدَ زوجٍ...... كانت الأوفى لــــدار
عاشتْ الأيامَ هماً..... خاضت الدنيا غمار
كم وضحَّت أجل طفلٍ...... فوق درب اليتم سار
أو طليقٌ غاب عنها..... قد تغابى فى القرار
أو شريكٌ قد تخلى.... شطـَّ عن خطِ المدار
كم وأعطتْ من حياةٍ...... زهرة َ العُمرِ الخضار
رغم ألفٍ من نداءٍ..... نحو عرسٍ من فخار
جاءَها ردتْ وقالتْ..... سوف أحيا للصغارْ
كم وعانـتْ من ألآمٍ...... من ذئابٍ أو شـِـرار
هاعيونٌ بافتــراسٍ....... أو عيونٌ باحــــتقار
والدُنا تقسو عليها...... ذاقت الكأسَ المرار
صانت المعنى وعِرضاً........ أنجَزَتْ ربّتْ كبار
أينعتْ زهراً وعطراً...... زينت بيتاً عمار
نِعمَ قلـــبٌ إذا تبنَّى! ...... مثلها يزهـــو افتخار
فاشكروها أجل صنعٍ..... ليتنا منـها نغار
إنها حـقاً لأمٌ..... إنها رمــــــزُ الإيثار