من كل بقاع الأرض جاءوا ..
كالجراد العفن .. كالديدان ..
جاءوا بماضيهم القذرْ
يحملون دمامتهم .. وقبح ذكرياتهم ..
ينفثون سما وموتا.. كالشيطانِ
ويدّعون أنهم شعب الله المنتصرْ
فى عيونهم نظرات عدائية..
وعلى ألسنتهم تتردد كلمات غوغائية..
أنهم الأسياد..
وسواهم من خلق الله عبيد وإماء
وأن من يعترضهم لابد يندثرْ
*****
إلى بلادنا جاءوا..
من خلف الأنواء جاءوا..
بطائرات الموت والدمار وبأيديهم أساءوا
إلى أطفال مدرستنا.. ألقى الأعداءُ
أطنان الموت والدمارِ
وهم يدعون أنهم شعب الله المختارِ
ويدعون بالليل والنهارِ
أنهم أصحاب الحضارة والافتخارِ
جاءوا يقتلّون فى أطفالنا الصغارِ
يذبحون البراءة.. وهم يضحكونْ
جعلوا الأرض ناراً وهم يسكرون..
أحالوا بلحظة أجساد الأطفال إلى أشلاءْ
فتطوحت كراسات الطفولة..
وعيون البراءة الجميلة
وتناثرت الحروف والأسماءْ
فانطفأت ضحكة بقلوب الأوفياءْ
وتحولت إلى بقايا ودماءْ
****
كان مكتوبا على السبورة..
كلمات السلام بالطبشورة
وكان مرسوما غصن زيتون
فأحالوها جميعا إلى أحلام مكسورة
****
وإنتشرت بالأرجاء ..
أجزاء الزهرات البريئة
وبأيديهم مسطرة كدرب الحب مضيئة
لكن مزقتها أنياب كلابٍ ضالة مسيئة
قد ساقوا الموت إلى أولادنا ..
بعقولهم السوداء
بأيديهم العمياء
بأفعالهم الحمقاء
قتلوا الأطفال الذين كانوا يضحكون فى براءة
كانت بأيديهم كراسات الحب .. والقراءة
فامتدت إليهم أيادى العار بالغل القديم والدناءة
بكل ما تحمل قلوبهم من إساءة
***
يا بنى صهيون..
إنها الحرب التى تشعلون
ملعون من يسعى إليها .. ملعونْ
يا من زرعتم المدافع والقنابل
فوق جبل الزيتونْ
وادعيتم ليلا أنه جبل آل صهيونْ
*****
بالله ..
أخبرنى أيها الصهيونى ..
يا من قتلت أطفالا كأزهار الجمال الكونى
ماذا فعل معك أطفال مدرستنا ..
يا صاحب الفكر العنصرى
والعقل اللولبى ..
لماذا ؟؟ !
لماذا قدمت إليهم هذه النهاية ....
وما دمعت لك عين أو قدمت اعتذارا للضحايا
رغم ضعفك الظاهر الجلى
****
أيها العالم .. الذى ما تكلم
ورأى أشلاء أطفالنا وما تألم
أما رأيت رأس الطفل التى طارتْ
والعين التى ما زالت
تنظر إلى من بالجوار فى ابتسامة
وتسأل بحب وسلامة
لماذا قتلنى الندل ابن الدمامه
فعله بين الورى خزىٌ وندامه
وما له شبر بأرضى وما له علامة
لماذا قتل أخى وزميلى؟
لماذا حطم جدران مدرستى وأحرق نخيلى
*****
والأب المكلوم ..
يجلس فى وجوم
يبحث عن نظرات أطفاله
بين أكوام الحجارة
هذا ما فعلوه من يدَّعون
أنهم أبناء الحضارة
كان يود أن يكون
ابنه الذى قتلوه بالغارة
سفير حب وسلام لأبناء الحارة
لينهى الحروب ويصالح من يتحاربون
كان الطفل يزرع بحديقة مدرسته ..
غصن زيتون
لكنهم قتلوا الحلم فى جنونْ
قتلوا الحلم فى جنون
ومزقوا غـصـن الــزيتــونْ