فى امتحان مسابقة القبول للإعدادى عام 1963 (الشهادة الابتدائية الحالية)، أذكر سؤالا جاءنا فى الامتحان وكان عن كتابة موضوع تعبير فى مادة اللغة العربية، ونصه كما أذكره حتى الآن رغم مرور سنين طويلة!!
يقول السؤال؟ اكتب قصة بطل حقق النصر لبلاده ومات شهيدا؟
وهنا تذكرت قصة البطل السورى جول جمال الذى ساهم فى إغراق المدمرة الفرنسية جان بار أثناء العدوان الثلاثى الغاشم على مصر عام 1956.
وجول جمال هو شاب سورى التحق بالكلية البحرية المصرية دارسا كابن من أبنائها لا فرق بينه وبين إخوته من الطلاب والجنود المصريين.
صمم جول جمال على مشاركة المصريين فى صد العدوان عن أرض مصر رغم إلحاح قادته إثنائه عن عزمه، فكان الهجوم المباغت على المدمرة وإغراقها رغم محاولات العدو حمايتها بإطلاقهم القنابل على زوارق الطوربيد المصرية، فاستشهد من استشهد وكان من بين الشهداء البطل السورى جول جمال.
نال جول جمال فى مايو 1956 شهادة البكالوريوس فى الدراسات البحرية، وكان ترتيبه الأول على الدفعة ليصير الملازم جول جمال، وفى شهر يوليو من نفس العام فوجئ العالم كله بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس للملاحة كشركة مساهمة مصرية، وبدأت بوادر عاصفة سياسية دبلوماسية غربية فى الهبوب لتتحول إلى هجوم عسكرى على مدن القناة، ما عرف تاريخيا بالعدوان الثلاثى على مصر من إنجلترا وفرنسا والدولة الحديثة المزروعة فى قلب الوطن العربى. إسرائيل.
أسوق هذه القصة وبلاد العرب فى حالة يرثى لها من التفرق والضعف والانقسام، بحيث لا تستطيع أى دولة من الدول العربية أن ترد أى عدوان على أراضيها.
وبغض الطرف عن الاتفاق أو الاختلاف مع النظام القائم فى سوريا الآن!؟ لم يمنع ذلك حبنا لسوريا القطر الشقيق العريق ويعمنا الحزن والأسى على ما آل إليه حاله من الانقسام والفرقة والدمار الشامل الذى تتعرض له تلك البقعة الغالية.
فهل بلغ هذا النظام من الضعف والخور بحيث لا يستطيع أن يصد عدوانا على أرضه منتهكا لكرامته وسيادته؟ أين وسائل دفاعه الجوى أين الدفاع المشروع عن الأرض أين الأشقاء العرب أين وأين وأين؟.
تذكروا كيف كان الإبطال فى عهود مضت يضحون رغم قلة الإمكانيات أو ندرتها فى صد عدوان الغازى اللئيم لقد ضاعت الكرامة وتبددت الهيبة وأصبحت اللامبالاة همنا وديدننا!!.