فى كل محنة تأتى علينا وتمر على هذا الوطن فإنها تزيدنا صلابة وعزيمة وإصرارا على مواصلة الحفاظ على مصر، والوقوف على قلب رجل واحد، للتصدى لهذا الإرهاب الأسود الذى لا يفرق بين أحد على الإطلاق، فنحن نواجه إرهابا منظما وممنهجا بتمويل جهات خارجية تريد لمصر أن تظل منشغلة فى صراعاتها الداخلية، وتعمل على زعزعة استقرار أمنها لتؤثر على اقتصادها نتيجة الأوضاع الإرهابية التى من الممكن أن تجعل الدول الأجنبية تطلق تحذيرات لرعاياها بعدم الذهاب لمصر، بحجة أنها غير مستقرة أمنيا.
بعدما كان الرئيس الأمريكى قد أوضح خلال تصريحاته الأخيرة وقت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة منذ أيام مضت، بأن مصر دولة آمنة ومستقرة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على تحالفها القوى مع مصر فى مكافحة الإرهاب والتطرف، وهو ما جعل بعض المغرضين أن يتهكموا على هذا التصريح بأن يراجع الرئيس الأمريكى نفسه، ويسحب هذا التصريح بناء على خلفية الأحداث الإرهابية التى طالت بعض الكنائس المصرية وسقوط العديد من شهداء الوطن.
بل وصل البعض إلى التشكيك فى أن بابا الفاتيكان سيقوم بإلغاء زيارته لمصر خلال الأيام القادمة بناء على تلك الأحداث المؤسفة التى ألمت بشركاء الوطن، وقام بابا الفاتيكان بالإعلان على تـأكيده بزيارة مصر فى الوقت الذى تم تحديده مسبقا، وأن تلك المحاولات البائسة التى يقوم بها المتربصون بهذا الوطن، لم ولن تفلح فى شق الصف الوطنى بأى حال من الأحوال.
ولكن تبقى المسئولية الوطنية التى تقع على عاتق ليس فقط الرئيس والحكومة والبرلمان، وإنما على كل مواطن مصرى مخلص لتراب وطنه أن لا ينساق وراء الشائعات والأقاويل التى لا تهدف إلا لتنفيذ أجندات خارجية دنيئة مصلحتها الأولى والأخيرة هو تقويض دور مصر الإقليمى والخارجى ودخولها فى دائرة الصراع الداخلى والحرب الأهلية، ولن تنجح مخططاتهم تلك أبدا لأن هناك شعبا واعيا محبا لأرضه ووطنه وجيشا قويا ذا عقيدة راسخة صلبة فى الحفاظ على مقدرات الوطن .
تلك المرحلة الراهنة والدقيقة فى عمر ومستقبل الوطن تتطلب آليات واستراتيجيات التى تمكنها من أن تكون ذا فاعلية وحزم وقوة فى التعامل مع هذا الإرهاب الدولى الذى يحيط بنا من كل حدب وصوب، وأثق فى قواتنا المسلحة وقيادتها أنهم قادرون بإذن الله على تخطى تلك الصعاب، وتنفيذ كل المهام الموكلة إليهم بكل حزم وحسم وتطهير كل البؤر الإرهابية ليس فى سيناء فحسب، وإنما فى كل شبر من أرض مصر الكنانة والتى ستظل أقوى من أى إرهاب يريدون به أن تركع، وإن شاء الله لن يكون لهم ما يريدون.