أمام الموت يقف عقل الإنسان صامتاً بل وعاجزاً مستسلماً لا يمكنه مجرد تفسير واحد، وهو كيف يكون الموت؟!
لقد شاركنا السيد المسيح الموت والآلام ولكنه قام محطماً سلطان الموت: " أين شوكتك يا موت .. أين غلبتك أيتها الهاوية " . و بنصرة المسيح على الموت أعطانا هذة النصرة و هذة القوة عينها ، قوة هزيمة الموت ، لقد هتف القديس بولس الرسول :
" لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ " ( فيلبى 10:3)
لقد كان للموت قبل الصليب أمر مخيف و مرعب للغاية و لكن المسيح و هو على الصليب نزل إلى الجحيم و من قبل الصليب خلص كل النفوس البارة التى استولى عليها إبليس ونقلها إلى الفردوس .
لقد كان الموت قبل الصليب هزيمة ، وبعد الصليب نصرة و غلبة ، حتى أن القديس بولس يشتهى الموت فيقول:
" لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا " ( فيلبى 23:1 ).
ففرحوا التلاميذ القديسين لأن خوفهم تحول لجرأة و شجاعة و عدم مبالاة بكل القوة التى تحارب كلمة الله مما جعلهم يفرحون بالألم بكل ما يلاقونه فى سبيل الشهادة للرب القائم من بين الأموات .
" المسيح قام .. بالحقيقة قام " كل عام و أنتم بخير