يا عزيزى إنها حرب على الإسلام باستخدام بعض من المسلمين.. هى حرب على الأمة العربية، لضرب القومية العربية وتفتيتها.. إن الأمر أصبح واضحًا وضوح الشمس، لا يحتاج أدلة وبراهين، وأصبح المجادل واحدًا من اثنين، إما جاهل لا يعرف، وإما من خصوم الإسلام، لا شك فى ذلك، وسوف نكتفى بآخر دليل فى الوقت الحالى..
إن ضرب القوات السورية بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية، يؤكد لنا أن التاريخ يعيد نفسه مرارًا وتكرارًا على ذاكرة ضعيفة تنسى أو تتناسى ما حدث بالأمس القريب على سقوط بغداد، وتفكيك الجيش العراقى كجيش نظامى عربى قوى، لديه خبرة طويلة فى مجال الحروب، والحجة كانت هى الأسلحة الكيماوية.
فما العلاقة بين تفكيك الجيش وتكوين جيش جديد للعراق؟!
ما الحكمة فى ذلك؟!
لقد حدث أمران عظيمان فى وقت واحد بعد تخلى الرئيس مبارك عن الحكم مباشرة.. الأول: استقلال إقليم دارفور عن السودان. الثانى: ضرب ليبيا، وقتل الرئيس القذافى- نختلف أو نتفق معه- دون انتظار قرار من مجلس الأمن، وتفكيك الجيش الليبى، وتوزيع أسلحته على طوائف، لتحقيق سياسة الأرض المحروقة.
إذن الأمر هنا أصبح واضحًا وضوح الشمس .. نفس الحجة، ونفس البرهان.. الأسلحة الكيماوية، إذن ضرب القوات الأمريكية للجيش السورى، يعلم القاصى والدانى، كما يعلم العوام أمثالى، أنه ليس وليد اللحظة، ولكن كان يسبقه تخطيط وترتيب واستعداد، حتى قبل أن يحكم الرئيس الحالى ترامب، لكن المسألة كانت اختيار توقيت مناسب، ومبرر مناسب.
وللأسف، تم تأييد ما حدث من بعض الدول العربية، فما حدث هو تفتيت للقومية العربية، أعظم ما أنجزه عبدالناصر، وكأن التخطيط كان على مراحل، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فأصبحت الدول العربية فصائل متناحرة، يقاتل بعضها البعض، وأصبحنا وجبة دسمة فى نشرات الأخبار العالمية والمحلية، ولا عزاء للعرب.