مصر هبة النيل لا مجال للشك فى ذلك ، فالحياة بين ضفتيه نعمة من مئات النعم التى يحسدنا عليها كل سكان الكرة الأرضية، ولقد كان نيلنا العظيم شريان النقل منذ أيام الفراعنة وهو أطول شريان فى قارة أفريقيا، حيث يبلغ طوله حوالى 3126 كيلومترا وقد أجمع الخبراء على أن النقل من خلاله للبضائع وللبشر يوفر للدولة 20% كعائد سنوى .
وإذا نظرنا مثلا إلى فرع رشيد فإننا نجد أن تكلفة النقل البرى من خلال السيارات لمسافة 150 كم تتكلف عشرات الملايين سنويا وتبلغ 60% ويليها القطارات الخاصة بالبضائع بنسبة 30% بينما تكون تكلفة النقل النهرى من خلاله 20% فقط أى ثلث تكلفة النقل البرى الذى يستهلك من الوقود 7 أضعاف ما يستهلكه النقل النهرى، وهناك معلومة هامة تقول إن كل 5 لترات سولار تكفى لنقل طن واحد مسافة 550 كم بالنهر بينما بالقطارات 333 كم وبالسيارات 100 كم فقط !!
ويصل عدد الموانئ فى مصر إلى حوالى 44 ميناء موزعة على مستوى الدولة بطاقة تخزينية حوالى مليون ومائتى ألف طن تقريبا تحتاج بالطبع – بعد أن عانت لزمن طويل فى الماضى من إهمال ولا مبالاة وروتين وتكاسل، إلى ميزانيات مناسبة للإعداد والتشغيل والتطهير الدائم والمعدات اللازمة والعمالة المدربة، كما أنها ستفتح المجال للاستثمار الناجح داخليا وخارجيا كما تفعل كل الدول المهتمة بذلك والمشجعة للسياحة الدائمة والجاذبة للعملة الصعبة وبلا حدود.
نتمنى أن يكون الاهتمام بالنقل النهرى للمواطنين وللبضائع على قائمة المشروعات القومية لحكومتنا الرشيدة – ولتكن البداية الجادة والمثمرة من الآن ... " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم .