يعتقد الكثيرون أن العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة لن تقل بشاعتها عن الأولى والثانية، فكيف من الممكن أن تبدأ هذه الحرب وكيف يتصاعد الصراع إلى صراع عالمى.
إن أى حرب عالمية لا تحتاج إلا شرارة وصراع ما، فى مكان ما، يمس مصالح أكثر من قوى عظمى فى العالم، وهذا يحدث بالفعل فى خمسة أماكن يمكنها أن تشعل العالم فى الوقت الحالى إلى حد نشوب حرب عالمية تجتاح العالم بأكمله.
الصين واليابان: السيناريو الأول للحرب هو بحر جنوب الصين حيث بدأت الصين واليابان فى السنوات الأخيرة بلعب لعبة خطرة حول جزر سينكاكو، ومن الممكن أن تتسبب أى حادثة بحرية أو جوية فى اشتعال مشاعر الكراهية من الشعبين ضد بعضهم، إلى حد يكون فيه من الصعب تراجع إحدى القوتين، ومن المعروف أن أمريكا ملتزمة بمعاهدة الدفاع عن اليابان وسيكون من الصعب أن لا تتدخل لحماية مصالحها فى اليابان فى المقام الأول، وتصدياً لفرض الهيمنة الصينية على آسيا فى المقام الثاني، الأمر، الذى سيضطر الصين إلى مهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة، وسيشير ذلك إلى احتمالية نشوب حرب نووية مخطط لها من البداية أو عن طريق تهور أحد الطرفين.
"أوكرانيا": الوضع فى أوكرانيا هو السيناريو الثانى فهو ملىء بالاحتمالات وإمكانية الحسابات الخاطئة وأى خطأ من "الناتو"، أو روسيا ستنشأ عنه مواجهة مسلحة وإذا رأت موسكو، أنها لن تستطيع مواجهة الناتو بالأسلحة التقليدية فستقدم على استخدام السلاح النووي.
"الهند وباكستان": هو السيناريو الثالث لنشوب حرب كبيرة بين الهند وباكستان حيث إن أسباب إندلاع شرارتها كثيرة، فى ظل الصراع المستمر بين البلدين منذ سنوات وأدى إلى سباق تسلح نووى بينهما، وإذا تكبدت أى منهما هزيمة كبيرة بالأسلحة التقليدية فمن الممكن أن تقدم على استخدام الأسلحة النووية، ومع تقارب أمريكا من الهند وباكستان من الصين فقد يتحول الصراع إلى صراع قوى عالمية كبرى.
"الولايات المتحدة والصين": السيناريو الرابع أن تنشب حرب بين الولايات المتحدة والصين نتيجة المواجهات العديدة، بين القوات البحرية والجوية الصينية من جانب والقوات الأمريكية فى بحر جنوب الصين، من جانب أخر، أو إذا زادت واشنطن من تدخلها لصالح فيتنام والفلبين ضد الصين، وبالطبع ستنضم روسيا للمعسكر الصينى وحلف الناتو سينضم للمعسكر الأمريكي.
"سوريا" السيناريو الخامس من المحتمل أن يكون فى سوريا وهو السيناريو الأكثر اشتعالاً الآن، حيث يجذب تنظيم داعش الإرهابى اهتمام غالبية دول العالم الأقوى بما فيها، الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وروسيا وربما يؤدى تصاعد وتيرة الاهتمام العالمى بما يحدث فى سوريا إلى تعقيدات أكثر، وربما تؤدى مواجهة عنيدة بين تركيا وحلف الأطلسى وروسيا إلى قرارات تكتيكية سيئة وبالأخص بعد إسقاط تركيا مقاتلة روسية دخلت مجالها الجوي، وذلك فى تحدى واضح للدب الروسى، كما أن الصراع بين القوى العظمى من الممكن أن يتجاوز التحالف المضاد لداعش ويصبح صراعاً شرساً فيما بينهم، نظراً لأن فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لديهم وجهات نظر مختلفة حول مستقبل سوريا، وإذا قررت إحدى الدول الثلاث التدخل لصالح إحدى القوى الداخلية التى تفضلها، كما فعلت روسيا لدعم بشار الأسد فمن الممكن أن يتحول الأمر بسرعة ويتحول إلى قتال بين دول كبرى.