يوم ما فى بلاد بعيدة وفوق شجرة وحيدة كانت العصفورة الأم تحلق حول العش، فإذا بها تسمع عصفورها الصغير يهمس إلى السماء .. اشتقت لأرض بلادى .. هل من دواء .. هل لك أن تضمى فؤادى وتسمعى أنين حنينى .. هل ستشفى جروحى وتهدأ عواصف قلبى .. هل لى أن أحيا بلا آلام أو أحزان .. متنازل أنا عن كل أحلامى .. إذا كانت ستقتلع راحتى وأمانى .. فلقد غابت الشمس عنى ولم يكتمل القمر ..
تألمت الأم كثيرا لما سمعته من همسات الصغير، وقررت أن تفتح معه حوار الآن، وقبل أن تتزايد عليه الآلام .. لكنها همست به أيضا إلى السماء ..
" أحلامنا الجميلة لا تتعثرى .. رفقا بنا لا تتأخرى .. ندعو ونسعى دون تذمر .. فالخير نبغى وعلى الله التوكل"
احتضنت الأم الصغير وقالت له: تأمل حياتك .. ماذا تريد أن تكون؟؟ ماذا تستطيع أن تقدم ؟؟ اشغل وقتك ببناء الغد واطرق أبواب النهار حتى تصبح قويا قادرا على صنع قراراتك .. وتحديد مصيرك .. أنت من يصنع مستقبلك وتاريخك .. فلن يأبه الكون يوما لوجوه العابسين .. فلا تتوانى ولا تنهزم .. ولا تكن طيفا عابرا على ضفاف الحياة .. بل انقش بعزمك أحجارها .. واصنع لنفسك ما يليق بها .. وسيشرق الغد حتما لمن أراد الصباح وستغلب العتمة حياة اليائسين .. فاختر لنفسك مع من تكون؟؟.