بالتحفيز ولو فى ظل وجود أقل الإمكانيات سنجد شباباً كفؤا عزيزاً فى مبدأه ، واضحاً فى مقصده، جليّاً فى توجهاته وأفكاره، شباباً همّه سامياً سمو السحاب، وأمله عالياً علو القمر .
فالمتتبع لتفوق العلماء والقادة يجد أن علو الهمة والرغبة الكاملة فى التميّز هى كلمة السر فى نجاحهم، ويكفى أن نشير إلى سبب تأليف البخارى لصحيحه المشهور، وهو ما وقع فى نفسه من تحدى وإصرار بعد قول شيخه "لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبى (صلى الله عليه وسلم ) فيقول البخارى: فوقع هذا القول فى قلبى فأخذت فى جمع الكتاب" .
وكذلك العلامة سيبويه أشهر علماء النحو فسبب تعلمه النحو ونبوغه فيه أنه أخطأ فى نطق كلمة فى درس الفقه والحديث، فاتجه إلى تعلم النحو فأصبح سيبويه، والأمثلة كثيرة على علو همة الشباب، وقد أعجبنى تطرق السيد الرئيس لهذا الأمر فى مؤتمر الإسماعيلية للشباب فركز على تحفيز الشباب للتقدم والعمل والبناء ، وهذا التحفيز هو ما تفعله داعش ولكن بشكل آخر فتقوم بتحفيز الشباب للجهاد المزعوم ولأجل الجنة والحور العين ! عن طريق القتل والتفجير .
فالشباب داخل فى صراع بين العمل والبناء والتقدم وبين الدمار والتخلف والانهزامية، فعلى العقلاء ممن يرجون للوطن سموه وتقدمه العمل على خطف الشباب من التخلف والرجعية والانهزامية إلى الأمل والعمل والتقدم، وأرى أن أفضل السبل هو بتحفيز الشباب.
ويمكن أن ننشر التحفيز وعلو الهمة بين الشباب بالآتى :
- نشر سير المثابرين والمكافحين من رجال الأعمال والعلماء لبيان كيف واجهوا الصعاب ليتعلم الشباب من حياتهم وتجاربهم .
- تكثيف المسابقات والمنافسات فى جميع المجالات العلمية المفيدة والاهتمام برعايتها وتشجيعها من أجل بث روح التنافس والتحفيز.
- التركيز على تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة وتكرار نشر ذلك لإبعاد الشباب عن مراثن التطرف والإرهاب.
- نشر العمل التطوعى على نطاق واسع لنشر ثقافة التكافل والتراحم.
- الاهتمام إعلامياً واجتماعياً بصياغة طرق جديدة للتعامل مع المنحرفين من المدمنين والمساجين والمتشددين فكرياً وعدم احتقارهم كى نخلق منهم جيلا نافعا ومفيدا.
- الاهتمام إعلامياً واجتماعياً بشباب الحرفيين والمزارعين وبقضاياهم كى نحفزهم على مزيد من الإنتاج والعمل.
- الاجتماع والتواصل مع الشباب المعارض وتوضيح خطورة عدم تعاون بعضهم فى خدمة بلدهم.