وفاء التلاوى تكتب: الميزانية لا تسمح لنا بالمرض

نعم بالرغم من أن المرض يفاجئ البعض منا الآن بخطورته، كما يفاجئنا الموت فى أى وقت ولحظة، فكلاهما من عند الله وحده، إلا أنه لم يعد هناك وقت ولا مال لدينا للمرض، فالميزانية لم تعد تتحمل أو تسمح لنا بأى مرض، حتى ولو كان مرضاً بسيطاً، كالتهاب فى اللوز مثلاً، وما أكثره عند أطفالنا شفاهم الله وعافاهم من كل مرض، فإذا مرضنا وكان المرض فى بدايته نهمله حتى نفاجأ بأنه تدهورت حالته وأصبح بحاجة إلى عملية فمن أين النقود لهذه العملية؟ نحن لم نعد كالماضى إذا شعرنا ببعض التعب نذهب فوراً للطبيب ونحصل على إجازة من العمل، فقد كنا نتدارك المرض من بدايته وكنا نعالجه فيخف الألم ولا ينتشر المرض بيننا فقد كان الحال أيسر قليلا مما هو عليه الآن من الناحية المادية والروتينية من طوابير وأوراق لازمة وأختام وأشعات وخلافه، ولم يكن الأطباء كما هم الآن لا يتحركون إلا بعد حصولهم على المال، فقد أصبحت العيادات مليئة بالمرضى، بالرغم من ارتفاع سعر الكشف بها فلا يوجد رحمة بالمريض من قبل الأطباء الذين هم (ملائكة الرحمة) فإن لم يدفع المريض كل ما لديه من مال فلن يعالج ويترك ليموت فى سريره، أو خارج المستشفى أو غيره، فأين الرحمة؟ وماذا يفعل المريض أو أقاربه فقد تدهورت صحته وأصبح يعانى من شدة الألم ولم يذهب إلى الطبيب إلا بعد أن أصبح لا يطيق هذا الألم ولا يتحمله، ولم يعد قادرا على النهوض أو العمل، وحقا أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فلا يعرف قيمتها إلا المرضى عافانا الله وإياكم من كل مرض وشر، فقد أصبح الحال مؤلما وموجعا ليس فقط للمريض ولكن لكل من حوله فهم يعانون مثله ويتألمون لآلامه. فهل نجد الرحمة من أطباء الرحمة والتيسير على أصحاب المرض؟ والحقيقة إننا نحتاج الرحمة من الله أولا ثم من كل فرد فى هذا الوطن وإن وجدناها فسيرحمنا الله فمن يرحم يرحم وأقول لكل صاحب مهنة شريفة اقتدى برسول الله وارحم غيرك يرحمك الله فلا للجشع ولا لحب المال والطمع، فلن نأخذ معنا فى دار الآخرة إلا العمل الصالح ورضا الله علينا، فالحياة مهما طالت فهى قصيرة ولن نحتاج فيها إلا للقمة نقتات بها وهدمه نستتر بها ومكان نبيت فيه ولن نحتاج لأكثر منها. فاعمل لآخرتك كما تعمل لدنياك واعملوا لله فقط فسيرى الله عملكم قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (. واحرصوا على رضا الله فيرضى الله عنكم، واتقوه فيغفر لكم ذنوبكم ويعفو عنكم ويدخلكم جنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين قال تعالى: (إن المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) صدق الله العظيم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;