عندما جعل الإسلام معيار التفاضل بين البشر التقوى كان حريصاً على غرس القيم والأخلاق الروحانية المتوافقة مع الشرائع الربانية، ولكن عندما أصبح التفاضل بيننا بالجنس والعرق واللون تحولت اهتماماتنا إلى التوافق مع منافذ الشيطان فانتشرت الرذائل والبغضاء والمشاحنات، وأصبح القوى يلتهم الضعيف وضاعت الرحمة من نفوس البشر .
ربما تتفق الأشكال والعلامات بيننا، لكن هناك اختلافات جوهرية لا يمكن رؤيتها إلا لبعض الفئات التى حباها الله القدرة على التدبر، تحدثت كثيراً عن الظواهر الاجتماعية التى انتشرت فى مجتمعاتنا كالنار فى الهشيم، وانطلق بين البشر فئات أسميتها بالوحش ومن صفات هذا الوحش التقليد البربرى الكاسر ليقتل أجمل الخصال والمميزات فى البشر.
وقد كنت حريصاً على التفرقة بين الذكور والرجال وبينت أنه ليس كل شارب ولحية على جسد صاحبها علامة الرجولة، فالرجولة حقاً مواقف وأفعال، والقرآن الكريم ببلاغته وفصاحته بوصفه كلاماً ربانياً أطلق لفظ الرجال على ذوى الخصال والمميزات التى تصلح أن تأخذ أصحابها إلى القمم، فقد قال (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، وماذا كان عهد الله أنه الأمانة التى عجزت عنها السموات والأرض .
لا يخفى على القارئ الكريم مقولة شهيرة "إنها امرأة بمليون رجل"، وقد اشتركت معه فى صفة الرجولة لعظم تلك الصفة ولكونها تفوقت عنه بمحافظتها على الخصال والمميزات الموروثة من زوجات النبى أمهات المؤمنين ومن الرعيل الأول الذين ورد ذكرهم، مثل مريم بنت عمران وأسيا زوجة فرعون وغيرهن الكثيرات .
أشباه الرجال والنساء للأسف كثيرين لدرجة أنهم أصبحوا هم عنوان الأمة، وقلما نجد ذلك الشاب والفتاة التى يستحق لفظ رجل أو أنثى، أن المتتبع لوسائل التواصل الاجتماعى المختلفة إما من باب الاستطلاع أو بحكم طبيعة عملة يرى ما يشيب له شعر الرأس وتنتفض من أجله الأوداج، فقد تم استباحة الأجساد وطبيعتها المخلوقة من أجلها بصورة فظة تأنفها السليقة البشرية السليمة .
رسالة إلى أشباة الرجال والنساء، كثرت فيكم العفونة وانتشرت بسببكم الانحرافات الأخلاقية وضاعت الحمية على الأعراض والأوطان والمقدسات، كفاكم عبثاً فقد زكم فسادكم الأنوف وعودوا إلى أسلافكم فقد كانوا قادة جيوش وهم فى مرحلة المراهقة ولكم فى أسامة بن زيد المثال والعبرة .