نحن الآن نعيش فى رحاب أيام مباركة خلال شهر شعبان، وأهم ما لفت نظرى هذه الأيام هو الانفلات الأخلاقى داخل الشارع المصرى وتعديات على حقوق الغير بكل استسهال ولا مبالاة ولا خوف من الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
لذلك أقول لهذا الشعب المتدين بطبعه، إن قصائد الشريعة الإسلامية خمسة منها الحرية والعقل والنفس والعرض والمال، وأعتقد أن المال هو سبب أى صراع قائم بين الناس والمال، سواء كان خاصا أو مال عام لابد من الحفاظ عليه، لأن هذا من صميم الدين.
فالمال الخاص حرم الله سرقته أو أخذه بغير حق ويجب على كل صاحب المال يعرف كيف يحافظ عليه، لأنه مسئول أمام الله وسوف يسأل من أين جمعه وفيما أنفقه.
أما المال العام فهو بصراحة الطامة الكبرى، لأنه بفعل الاستسهال واللامبالاة وعدم العقاب الرادع خلق الفساد وتربى لسنوات، وجعل أصحابه يستحلونه دون خوف فى كل أرجاء مصر حتى فى الشارع فى النيل فى البحرين المتوسط والأحمر فى كل مكان تجد تعديات على أملاك الدولة والشعب، لأن كل هذا ملكية عامة، والفاسدون يريدونها خاصة. وسوف أحكى لهم حكاية لعلهم يتدبرون ويرجعون عن فسادهم ويحاولون الحفاظ على المال العام، لأنه من أساس الشريعة الإسلامية.
كان سيدنا عمر بن عبد العزيز عندما ينتهى من عمله هو ومعاونوه فى بيت المال وهو بيت مال المسلمين أى ديوان مال عام المسلمين، كان يطفئ المصباح فور انتهاء العمل ويجلس فى الظلام هو ومعاونوه يتحدثون فى أمورهم، فسأله أحدهم لماذا تطفئ المصباح يا أمير المؤمنين ونحن مازلنا نجلس؟، فيرد عليه خامس الخلفاء الراشدين هذا المصباح ملك بيت المسلمين أى ملك المسلمين، أما وانتهينا من العمل الخاص بالمسلمين فيجب ألا نستخدم مصباحهم ونحن نجلس نتحدث فى أمورنا الشخصية، فهذا ليس من حقنا وسوف يسألنا عليه الحق تعالى يوم العرض عليه.
فهذا الرجل كان يعد لكل سؤال إجابة فى دنياه حتى يلقى الله فى آخرته وهو مستعد لملاقاته، فهل نحن مستعدون لملاقاته الآن، هل نحن نحافظ على المال العام الذى هو من أساس وصميم وصحيح الدين يا مصريين أم لا؟ سؤال يجب أن نجد له ونحن على قيد الحياة قبل أن نقابل وجه كريم ويسألنا.