فوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية كان متوقعاً، فهو الأكثر شعبية وأكثر إلماماً بقضايا وتطلعات الشعب الفرنسى، وربما لم يحالف الحظ المرشحة الكبيرة مارين لوبان نظراً للانغلاق الأكثر من اللازم على منطقة اليورو وتفريط فى أواصل الدعم للاتحاد الأوروبى الكبير على مختلف الأصعدة، وهذا تراه فئة كبيرة من الشعب الفرنسى أنه ظلماً لها، فترك الاتحاد الأوروبى يأتى فى المقام الأول على حساب دول بعينها منها فرنسا .
مارين لوبان دائماً ما كانت تنتقد البرنامج الانتخابى لماكرون فى الوقت الذى لا يعرف ماكرون سوى انتقاد مرشحة اليمين المتطرف والانتقاد هنا كان ذاتياً، فقد ابتعد ماكرون عن المُراواغة الذى يرى ويستشف منه الشعب الفرنسى طرق بعيدة عن المغازى السياسية .
لم تتضح حتى الآن الخطوات العملية فى مسيرة ماكرون حول طرق التعامل مع قضايا الشرق الأوسط والتأثير فيها، فالدعاية الانتخابية والوهج الدعائى تختلفان عن السير كدولة تتحرك بين الدول، فطرق الأفراد فى بناء الشعبية ليست كطرق الدولة ودروبها فى تحركاتها بين الأمم.
هل سيكون لماكرون عاصفة قوية تحل بتحركها العديد من القضايا فى الشرق الأوسط من خلال مد النفوذ الفرنسى والتأثير الكبير للقرار والتحرك الفرنسى على الصعيد الدولى ؟
هل سيكون لماكرون عاصفة تالية تُعزز من شعبية فرنسا بين دول الشرق الأوسط وتركن هذه الدول للقرار الفرنسى وتُصبح "فرنسا - ماكرون" هى المؤثرة فى كَفتى الميزان الدولى لما تتمتع به فرنسا من قوة حقيقية ملموسة فى ركن الغرب؟
الحقيقة أننى مُتفائل وأرى أنه سيكون هناك تحركات كثيرة لماكرون سترها الكثير من الدول بمثابة العاصفة التى يخشى الجميع أن يتأثر بقدومها.