إن اللغة مظهر من مظاهر السلوك البشرى، وهى وسيلة لنقل المعلومات والمشاعر، كما أنها ظاهرة اجتماعية، ولا تستطيع أى لغة أن تطاول اللغة العربية فى شرفها؛ لأنها الوسيلة التى اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية، وهى لغة تسمو على سائر اللغات؛ لما أودع الله فيها من قوة وبيان، وسعة، ومن يتتّبع جميع اللغات لا يجد فيها لغة تضاهى اللغة العربيّة؛ فجمال أصواتهــــا، وثرواتها المدهشة فى المترادفات والدقة جعلها سامية فوق كل لغة، فلغتنا العربية الخالدة باقية؛ لأنها لغة القرآن، وقد حفظها الله بحفظ كتابه (إنَّا نحْنُ نزّلْنا الذّكْرَ وإنَّا لهُ لَحافِظونَ) سورة الحجر-9.
هى لغة أهل الجنة، فلسان العـــــــرب أوسط الألسنـــــــــة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ومن العقبات الداخلية التى تعانيها اللغة العربية فى المجتمع المصرى مشكلة الازدواج بين الفصحى والعامية؛ حيث يتعلم الطلاب بالفصحى ــ أحيانًاــ فى المدرسة، ويتحدثون العاميّة بالمنزل والشارع؛ ولذلك فهى تمثّل صعوبة لهم، ومن أهم ما يهدد اللغة اجتماعيًّا ارتباط فرص العمل الجيدة بإجادة تعلم اللغات الأجنبية؛ مما يزعزع ثقة الفرد فى لغته.
كما أن العولمة وتهميش المعتقدات والثقافات الأخرى أهم النقاط لمحاولة القضاء على اللغــــــــة ــ كما يزعمون ــ فيردّدون: أن اللغة الإنجليزية لغة عالمية؛ فلابدّ من تعلّمها، ويتجاهلون اللغة الأمّ، كما أن استبدال الإنجليزية بالعربية فى بعض الجامعات المصرية يؤدى إلى ضعف فى مادة اللغة العربية، وقد كان للإعلام المصرى تأثيره فى اللغة العربية فى المجتمع المصرى؛ فلا ينكر أحد تأثير الإعلام على المجتمع فى جميع مناحى الحياة وبخاصة التأثير اللغوى؛ فنجد مذيعى البرامج ومقدميها يستخدمون اللغة العربية بطريقة مشوّشة تفتقد القواعد والألفاظ الصحيحة؛ فنسمع فى القنوات الرسمية والخاصة مذيعين وكأنهم ليسوا عربًا، وفى نشرات الأخبار يكثر الخطأ اللغوى إلا القليل، وهكذا دواليك فى كل البرامج المقدمة نجد المذيعين والمذيعات يهتمون بالمظهر لا بالمخبر، لكننا لا ننكر فضل إذاعة القرآن الكريم فى مصر، حيث تلتزم اللغة الفصيحة فى بعض برامجها، كما أن بعض مذيعى نشرات الأخبار فى القنوات الرسمية الحكومية يلتزمون اللغة الفصيحة فى بعض نشراتها الإخبارية، ولكنها تفتقدها فى البرامج الأخرى، كما أن الإعلانات المنشورة فى الصحف تفتقد اللغة العربية؛ فالإعلانات ركيكة فى قواعدها وألفاظها، ولكن غرضها فقط هو جذب المتلقّى، ولكن اللغة باقية محفوظة بحفظ الله كتابه.