تتفرد وسائل الإعلام عن باقى مؤسسات المجتمع التعليمية والتربوية والثقافية دون غيرها بتأثيراتها الهائلة فى حياة الأفراد والمجتمعات، وتتمتع بدور مهم وخطير، يفوق أحيانًا دور المؤسسات الأخرى ـ هذا ما ذكرته دكتورة عزة هيكل عميدة كلية الإعلام واللغة فى ندوتها "دور الإعلام فى المجتمع" بصالون محمد حسن عبد الله الثقافى نهاية الشهر الماضى . هذه الوسائل التى تطورت فى العقود الأخيرة بصورة مذهلة، استطاعت أن تدخل إلى كيان كل بيت، وتخاطب جميع أفراد المجتمع، بات من الصعوبة بمكان على الإنسان أن يعيش بدونها، حيث الإذاعة، والتلفاز، والهاتف النقال، والحاسبات الشخصية، وشبكات المعلومات المتطورة... إلخ، وأصحبت هذه الوسائل مصدرًا مهمًا للكثير فى بناء شخصيته فكرًا وسلوكا، وهى حقيقة لم تعد غائبة أذهان التربويين والمربين وأولياء الأمور.
لعل أهم مزايا وسائل الإعلام: أنها تجمع بين المادة المسموعة والمرئية، وما يحمله هذا الجمع الهائل من الموسيقى واللون والحركة المتواترة، مما يجعلها تستأثر بمكانة، كبيرة، فى نفوس الأطفال، وتحظى لديهم بجاذبية لا نظير لها، فهى تلبى العديد من احتياجاتهم الفكرية والنفسية والثقافية، وتساعد بشكل ملموس فى تزويدهم بخبرات تربوية متنوعة، وتساعدهم فى عملية التكيف مع البيئة الاجتماعية المحيطة، إذا ما وظفت بشكل سليم، ولوسائل الإعلام كمنظومة واسعة لنقل الثقافة، دور مهم فى عمليتى التعليم والتثقيف، وتعزيز المفاهيم الإيجابية حولهما، ناهيك عن إسهامات فى تنمية قيم ثقافة حديثة وتكريسها فى حياتهم، بما يحقق ثقافة طفلية جديرة باهمية مرحلة الطفولة .
لكى تؤدى وسائل الإعلام دورها المطلوب فى تربية الطفل، وتحقق الأهداف الخاصة بتنمية شخصياتهم، يجب أن تمتاز بجملة خصائص أهمها: القيمة التربوية أولا، البساطة والوضوح ـ شكلًا ومضمونًا وإخراجًا ــ والتنوع فى الأساليب والطرائق ثانيًا، والمقدرة على الامتاع والتشويق، بحيث تتمكن المادة الموجهة من الولوج إلى نفس الطفل، وتحريك مشاعره وأحاسيسه ثالثُا، ثم تتنوع هذه الوسائط فلا تقتصر على وسيلة بذاتها، وأن تتنوع مادتها وأساليبها، بما يجعلها مهوىً لقلوب الأطفال، ومصدرًا لتنمية وإثارة تفاعلهم، ولا بد من الحاجة المستمرة لتطويرها، وربطها بأحدث المعطيات وإحاطتها بأسباب الجاذبية والتشويق.