الكل ينادى بمفهوم التنمية المستدامة وبات يشغل الكثير من المهتمين بالعملية الإصلاحية والذى يعنى استخدام كل ما تمتلك من موارد وثروات واستخدامها الأمثل بما يحقق التقدم والتنمية المستدامة هنا بمعناها الواسع والتى تشمل التنمية على جميع القطاعات من تطوير وتحديث النظم والبرامج والمحتوى التعليمى الذى يتناسب مع التطور المعلوماتى والتكنولوجى واستحداث طرق جديدة لأداء المعلومة وتوضيحها للملتقى من الطلاب بالمراحل المختلفة وحتى فى الجامعات وكذلك لابد من الاهتمام أيضا بصحة المواطن نفسه من الناحية الذهنية والعضوية من خلال القضاء على الأمراض المنتشرة بكثرة على سبيل المثال فيروس سى .
أعتقد أن السبيل إلى الإصلاح والتقدم لأى بلد لابد أن يكون الارتكاز الأساسى على التعليم، وذلك لما يمثل التعليم فحسب بل التعليم الجيد المستنير الذى يعمل على تشكيل وجدان ووعى وثقافة الإنسان من خلال محتوى دراسى يكون مشاركا فى العملية التعليمية وليس مجرد متلقى للمعلومة فقط وهذه هى الطريقة التقليدية التى تربى عليها معظم الأجيال السابقة فى أن تكون مجرد متلقى للمحتوى الدراسى دون تعمق وفهم رؤية تلك المعلومات التى يتم تخزينها فى العقول دون إدراك واضح لأهميتها أو كيفية الاستفادة منها فيما بعد فى الحياة العملية ليكون فردا منتجا بل فردا يضيف إلى قوة الوطن .
والكثير من الدول نجد بها المثال الحى عندما اهتمت بالمنظومة التعليمية للدولة أدى ذلك إلى تقدمها وتطورها على جميع المناحى ولذلك التعليم يعتبر العمود الفقرى لتنفيذ التنمية الشاملة لأنه يفرز جميع التخصصات العلمية والفنية والكفاءات التى تحتاجها فى تنفيذ المشروعات الاقتصادية والزراعية والاستثمارية، وبالتالى يعتبر التعليم هو الشريان الأساسى فى العملية التنموية لأى وطن يريد أن يصبح متقدما وهذا بالطبع سيعود بالإيجاب على المواطن نفسه من ناحية زيادة دخله وشعوره بالرفاهية نتيجة الاقتصاد القوى للوطن.
فنحن أحوج ما نكون لإصلاح سريع وشامل فى منظومة التعليم فى مصر لإعادة تشكيل وعى وثقافة النشء والشباب، ولا أنكر أن هناك جهودا تبذل فى هذا الإطار كالبرنامج الرئاسى للقيادة الذى يهدف لتدريب وتأهيل الشباب على المهارات الإدارية التى تؤهلهم فيما بعد من تقلد المناصب القيادية فى الدولة وكذلك الاتجاه إلى بناء مدارس نموذجية ذكية بالتعاون مع الجانب اليابانى وتهدف إلى تطبيق مفهوم أن يتم تدريس الطلاب على نهج البحث عن المعلومة وتتبع مصادرها للوصول فى النهاية إلى النتائج وبالتالى ينهى على الطريقة التقليدية فى التعليم وهى تلقى المعلومة دون البحث فى الأسباب مرورا بالعوامل للوصول للنتائج فى نهاية الأمر ولكن هذا لايكفى فى المرحلة الراهنة لابد من الاهتمام بإعادة صياغة العملية التعليمية من بداية التعليم الإساسى وما قبلها.
لأن هذا فى اعتقادى تلك هى أسهل مرحلة تستطيع أن تمهد وتشكل عقول النشء الصغير على الاهتمام بالبحث والتأكد من مصادر المعلومة وبهذه الطريقة ستكون هناك أجيال متطورة تعليميا تستطيع بعدها أن تستفيد الدولة فى إعادة توزيعهم على كافة المجالات التى تحتاجها فى عملية التنمية المستدامة الشاملة.