نادر الليمونى يكتب: الشباب المصرى طاقة الهدم وطاقة البناء

تتميز مرحلة الشباب دون غيرها من مراحل عمر الإنسان بالطاقة والحيوية والنشاط والقوة فدائما على مستوى الفرد ينجز الإنسان أكثر ما ينجز فى مشوار حياته فى مرحلة الشباب من عمل وبناء مستقبله وعلى مستوى الأسرة أيضا يتحمل شبابها أعباء معيشتها والسعى على متطلباتها والوفاء بالتزاماتها فهذه طبيعة المرحلة والتى ينتظرها منه باقى أعضاء الأسرة من الأطفال والشيوخ فيها وهكذا الحى أو المدينة أو حتى الشارع تجد مسئولية الاهتمام بإنارته ونظافته وما يتطلبه من خدمات ترجع إلى الشباب أو هكذا ينتظر منهم باقى أفراد وسكان الشارع باعتبارهم الطاقة والحيوية والمستقبل وهكذا الدول والتى تنظر إلى شبابها وكأنها تنظر إلى المستقبل بعيون الحاضر فإن كانوا شبابا يمتلكون نظرة ورؤية ومسئولية كانت الدولة مطمئنة على مستقبلها بل وتضع لما فيه من فجوات وقصور خطط علاج وتنمية وكأنها تعالج الواقع الذى تعيشه أنيا وذلك بتزويدهم بأساليب وأدوات تجعل من طاقتهم قوة دفع فى طريق البناء واستغلال هذه الطاقة الاستغلال الأمثل وتسخيرها وتوجيهها فى الاتجاه الإيجابى الذى يبنى ولا يهدم فالبناء يتطلب طاقة والهدم أيضا يتطلب طاقة.

ولكن رغم أنهم يتفقان فى كونهما هما الاثنان طاقة ولكن يفرقهما فرق كبير وهو أن الهدم يتطلب وقتا أسرع أما البناء فيتطلب وقتا أطول وطبيعة العصر الذى يعيشه شباب هذا اليوم يختلف كثيرا عن العصر الذى عاشه آباؤنا وأجدادنا الذين كانوا يستغرقون شهرا فى تجهيز الأرض للزراعة من خلال آلات بدائية وباستخدام الحيوانات التى تقوم بتشغيل هذه الآلات فاعتاد الشباب الصبر وتعود الجلد.

وتحمل المسئولية ومن ثم نظر إلى النتيجة وإلى الحصاد نظرة ملؤها الرضا والحمد ونفس قانعة بما قسمه الله بعد هذا الجهد الشاق.

أما شباب هذا العصر الذى يتسم بالسرعة المفزعة حيث صارت هذه السرعة سمة كل شىء حتى على حساب جودة العمل والمنتج فاصطبغ بها هذا الشباب وأصبحت سمه من سماته بل هى السمة السائدة وبالربط بين سمات طاقة الهدم وسمات طاقة البناء وبين طبيعة شباب هذا العصر تجد اتفاقا وتآلفا بين طاقة الهدم وطبيعة شباب هذا العصر فيركن هذا الشباب إلى الأسهل والأسرع ولا يمتلك مقومات الصبر والجد والاجتهاد وتحمل المسئولية مقابل امتلاكه لمهارات النقد والرغبة فى استغلال طاقته فى هدم ما هو موجود بالفعل حتى لو لم يكن له دور فى ايجاد هذا الموجود وهذا الواقع لا يتحمله ولا يتحمل تبعاته الشباب وحدهم ولكن يتحمله من يخططون لمستقبل البلاد ان وجدوا فكما قلنا هؤلاء الشباب هم المستقبل بعيون الحاضر فمثل هؤلاء الشباب كيف يرسمون مستقبل وطن؟ كيف سيكون حال هذا الوطن عندما يكون هؤلاء الشباب هم القادة وهم الذين يمتلكون زمام الامور وتخطيط مستقبله وعلى هؤلاء عند معالجة هذه الامور لدى الشباب ان يقتنعوا اولا ان هؤلاء الشباب وصلوا لهذا الحال بسبب رئيسى ورئيسى جدا وهو غياب القدوة لدى هؤلاء الشباب فعشاق الرياضة من الشباب يفتقدون إلى قدوة رياضية تجمع ولا تفرق تبنى ولا تهدم توجه ولا تنفر وعشاق الفن من هؤلاء الشباب أيضا يفتقدون إلى القدوة الفنية التى تمتلك سمات ومهارات التأثير والتوجيه الإيجابى.

والشباب صاحب التوجه الدينى يفتقدون أيضا إلى القدوة رغم وجودها فى سيدنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم القدوة للجميع والقدوة الكاملة فالجميع يحتاج إلى أن يكون على قدر مسئوليته فالأمر جد خطير ولا يحتمل التأخير حفظ الله مصر وحفظ شبابها ووجههم يارب إلى طريق الخير والبناء وتحيا مصر.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;