عندما وقعت عينى على هذه العبارة واختارها لى القدر من وسط العديد من الجُمل، أدركت أنها رسالة من الله ولكن لم أكن على يقين مطلق من هذا .
عبارة كنت أسمعها كثيراً من أمى دون الوعى لما تقصده، ورغبتها الملحة على أن أكون أقوى وأنجح، أن أعمل لا طلبا للمال ولكن فقط للنجاح، فكانت النصيحة الدائمة "لازم تشتغلى يا بنتى وتنفعى نفسك".
كنت على يقين أنها على حق ولكن لم أكن قادرة على تنفيذه، من منا لا يريد أن ينجح ويحقق ما أراده.
منذ بضعة أيام كنت ميقنة أن القوة تعنى القدرة على تحقيق إنجاز فى حياتك يراه الناس، أو العمل لكسب بعض المال أو الوصول لمركز مرموق، ولكن الحياة دائما ما تعلمنا الجديد، فأدركت أنه أحيانا يكون منتهى القوة أن تصمد فى وجه الحياة دون أن تكسرك وتكمل رسالتك، أيا كانت، حتى وإن كانت تافهة بالنسبة لغيرك.
كثيرا منا سمع من دعاة للدين أن الله يريد العبد أن يتعلق به وحده، فإذا أحب العبد شيئا وتعلق به قلبه أخذه الله عنه ليرى ماذا سيفعل عبده، هل سيرضى ويتعلق بالخالق أم المخلوق؟ فهو اختبار ليرى مدى قوتك ولكن كيف سنكون أقوياء فى ظل ما تفعله بنا الحياة؟ (مقولة خاطئة رددناها كثيرا حتى صدقناها) فى الحقيقة ليست الحياة، فأنت تواجه الشخص الخطأ، إنما هو الخالق الواحد الأحد، هذا ما أراده الله لك فى رحلتك.
إن أيقنت هذا سوف تتجاهل الحياة وتتوقف عن صب غضبك عليها، وتحول حديثك اليومى عن الحياة وظلمها لك إلى حديث ومناجاة مع الله فى محاوله لفهم حكمته والرضا بالأمر و الدعاء بما تمنيت .
مهم أن تكون قويا لأجلك ولأجلك فقط قبل أى شىء وعليك أن تعلم أن القوة من الله فهو القوى المتين حتى وإن كان حولك من يمدك بالقوة فهو هبة من الله أنعم بها عليك لييسر لك حياتك .
كل ما عليك أن تثق فى من تحب وتسعى، فعندما تحب شخصا تعتمد عليه وتثق فى أنه سوف يساعدك إلى أقصى حد، كيف وإن كان من نثق به ليس بشخص ولكنه خالق الكون، ليس هناك ما يطمئن أكثر من هذا وليس هناك قوه تفوق قوته.
حول صراعك الدائم مع الحياة إلى علاقة ودّ مع الله ف من أجل أن تكون قويا كنّ مع الله بقلبك وعملك وتقبل ما أراده لك، ليس عليك شيئا إلا السعى فليس للإنسان إلا ما سعى.