تلعب المجلات الثقافية دورًا محوريًا فى الحياة الثقافية العربية المعاصرة، وما تزال إلى اليوم تؤدى ما عليها، وأن تراجع التأثير فى ظل الطفرة التى تشهدها وسائل الإعلام.
وما يسجل للمجلات الثقافية أنها تعزز التواصل بين الأقطار العربية، وأبرزت الأصوات والتجارب المبدعة، لا سيما فى السابق، عندما كانت مساحة تتيح عرض نتاج المبدعين على الجمهور؛ لأنها كانت المساحة المتاحة للتواصل بين المنتج والمتلقي، مع عدم إغفال دور الصحف، التى لم تكن متخصصة فى الثقافة، حال المجلات.
ومع تقدم الزمن، تغير الكثير، واختفت مجلات عن الوجود لمجرد انتهاء مشروع ما تبنته، كما الحال مع "مجلة شعر" ليوسف خال التى توقفت بعد أن طرحت مشروعها فى قصيدة النثر والحداثة، فيما تراجعت مجلات أخرى مع رحيل مؤسسها كما فى "الكرمل" التى اتخذت اسمًا جديدًا لها بعد وفاة محمود درويش لتصبح الكرمل الجديد، وثمة مجلات لم تقوَ على البقاء لعدم وجود تمويل، وفى هذا حدّث ولا حرج.
ويكاد يكون التمويل السبب الرئيس فى توقف العديد من المجلات الثقافية اليوم، وعدم انتظام صدورها، وتحولها إلى نسخ إلكترونية، أو خفض عدد نسخها المطبوعة، أو تقليص صفاحاتها...إلخ .
وفى المقابل، استطاعت المجلات الثقافية فى دول الخليج العربى أن تحافظ على مكانتها، بل تصدرت المطبوعات العربية، بعد أن أصبحت المنبر الأكثر استقطابًا للمثقفين العرب، من الخليج إلى المحيط، بيدَ أن تطور وسائل الإعلام فرض تحديًا جديدًا، فلم تعد المجلات اليوم مرصوفة بالكلام من أولها إلى آخرها، لقد أخذت الصورة حيزها، وبات من الضرورى تصميم المادة وإخراجها إبداعيًا، الأمر الذى يلعب دورًا فى انتشار المجلة ورواجها، يضاف إلى ذلك مدى تطور المواقع الإلكترونية للمجلة، ليكون النسخة الرقمية الموسعة، المفتوحة أمام الجمهور للتفاعل، فيما تمثل المطبوعات المرافقة مع المجلة من كتب ثقافية وأدبية، ميزة إضافية، ترفع من حجم الإقبال على المجلات.