عادةً حينما نتحدث عن الاستقرار فى المنطقة العربية وسبل تسوية الأزمات التى تواجه شعوبنا، فالفكرة الأولى التى يبحث عنها الجميع لحل المشكلات العالقة هى الحل السياسى .
الحل السياسى بالطبع هو الأثمن والأغلى والأفضل، لأنه يُغنى عن تحركات كثيرة لها عواقب سلبية وأثار جانبية عارضة ستكون متروكة خلف هذه التحركات .
لكن فى ظل ما تواجه منطقتنا العربية من تحديات جسيمة، تعصف بحياة الأفراد فضلاً عن العصف بالمقدرات، والناجى من هذا العصف هو مُشرد فى بلدان غير بلاده، يكتوى مرارة الفراق والبعد عن الأوطان .
حينما يتم قتل وتهجير أبناء المنطقة عُنوةً فعُذراً لا تُحدثنى عن حل سياسى، عندما تكون أراضى المنطقة قد أصبحت مرتعاً لثكنات عسكرية أجنبية فحدثنى عن حل آخر بخلاف الحل السياسى .
أنت تستخدم الحل السياسى وغيرك يتحرك وفق هواه فى أرضك العربية، أنت باستخدامك للحل السياسى تتأخر كثيراً فى سَلك طريق المُجابهة.
أسئلة كثيرة تدور حولنا، هل نحن مُجبرون على الحل السياسى؟ أم أنه حل نستخدمه؟ هل نرى فى نهاية طريق الحل السياسى حلاً يجعلنا نؤمن بالتمسك فى سَلك طريق الحل السياسى؟ هل أحرزنا تقدماً منذ استخدام الحل السياسى وحتى الآن؟
التحرك الأوسع أصبح ضرورة تُنادى أمتنا العربية والحرص على التحرك على كافة الأصعدة، هو أمر مطلوب السعى نحوه دون هوادة، فالحل السياسى فى هذا الوقت ليس فى صالحنا، فهناك دول تستوطن فى أراضينا العربية ولا تزال هناك أسر ترحل وتتشرد ونحن لا حل يحل أو تحرك يُلقى نفعاً، والحل السياسى يفوت علينا الفرص الكثيرة فى حماية الكثير من الأسر من التشرد والضياع، فتحركنا الأوسع مطلوب أكثر من أى وقت مضى.