إن وظيفة التربية كما يعرفها الجميع تتلخص فى أنها تنقل عموميات الثقافة للشعوب والتى عن طريقها يتم التمييز بين أفراد الثقافات المختلفة لتجمعهم حول محور ثقافى واحد مثل ما هو حاصل اليوم فالشعوب المسلمة والشعوب المسيحية واليهودية وغيرها... تحتفظ بخصائصها وتراثها الذى تأسست ونمت عليه منذ قديم الزمن وتورثه للأجيال القادمة – وهذا ما جعل من التعليم شيء الزامى وضرورى لكل إنسان فى العالم من حولنا.
إذ جعلنا بداية سنوات التعليم الأولى لأبنائنا فى مدارس أجنبية أيا كانت مسمياتها (دولية – أجنبية – لغات..) فإنهم يتشربون الثقافات الأجنبية الخاصة بالشعوب الأخرى والغريبة تماما عن ثقافة وحضارة بلدهم فيصبحون غرباء فى لغتهم واتجاهاتهم وأخلاقياتهم وسلوكهم.
يقول علماء التربية إن الطفل وما يكتسبه من ثقافات فى المرحلة العمرية التالية لتعليمه الأولى هى ما يكمل بها حياته دون تغيير لأن كل ما يضاف هو عبارة عن تطور ونمو لتلك المكتسبات وزيادتها على مر السنين لأنها زاد للبناء وارتفاع لأساس ثابت سبق بناؤه... لذا ينصح باستخدام المنطق والتخطيط السليم لاختيار معاهد التعليم الأجنبية المناسبة والمسيطر عليها جيدا من وزارة التربية بالدولة -- كما يجب توعية أولياء الأمور الذين يتباهون ويتفاخرون بأن أولادهم يتقنون اللغات الأجنبية ويتركون لغتهم العربية الأم - التى ستنقرض فى هذا القرن - وفقا لآراء علماء اللغة لإهمالها الجسيم من أبنائها ولذلك زاد وانتشر عدم الاهتمام بالديانات والعبادات أيضا -- إلى جانب العديد من الطلبة الذين قد لا يستطيعون إكمال مسيرة التعليم الأجنبى لعدة أسباب منها الارتفاع الباهظ فى الرسوم والمصروفات والإقامة.. الخ
الحل الوحيد الذى ينبغى أن تشارك فيه الدولة والحكومات والمواطنين والهيئات التعليمية والثقافية والجامعات وغيرها هو العمل الفعلى الجاد على تجديد المناهج بالكامل مع ما يتمشى مع عصر المعلومات والبعد عن التحفيظ والتكرار للمواد الدراسية وتغيير طرق الاختبارات لتجعل للعقل البشرى متسعا للخيار وإنهاء طريقة الببغاء المتبعة حاليا ----- فلنبدأ بالمعلم والمنهج وطرق التدريس وبناء المدارس النموذجية ذات الكثافة المناسبة ----- وعندها سنحصل على دولة نموذجية فى كل الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية... والله الموفق والمستعان.