فى البداية أود تنبيه القارئ الكريم إلى أن ما سأطرحه فى الحروف القادمة غير مقتبس من أى كتب فى علوم الموارد البشرية أو السلوكية، بل هو وليد خبرة عملية تربو على عشرين عاما كانت المدة التى خرجت فيها من منزلى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التى كان لها الفضل الكبير فى إتاحة الفرصة لى لمخالطة جنسيات مختلفة وسلوكيات مختلفة وطبائع بشرية لها ما لها وعليها ما عليها، ولكون طبيعة العمل الخاصة بى تحتوى على الشق القيادى، واتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب، فقد وجدت أن هناك عناصر وقواعد لو تم اتباعها بصورة جيدة فإنها سيكون لها مردود إيجابى على المستوى الشخصى والعملى، وهذه القواعد من وجهة نظرى تتمثل فى الآتى:
أولا الإصغاء: وهو القدرة على الاستماع للطرف الآخر وتفهم وجهة نظره قبل الاعتراض مع الإقناع بالتوافق أو عدم التوافق على وجهة النظر المطروحة.
ثانيا الاحتواء: وهى نشر روح المحبة بين الأطراف واتخاذ المسلك العاطفى منهج فى التعامل للوصول إلى قناعة إنجاز الأعمال مهما كانت أحجام المشقة فى تنفيذ هذه الأعمال .
ثالثا المشاركة: وتعنى عدم التفرد فى إصدار القرارات بل المناقشة واتخاذ الأصلح بين الآراء وعقب ذلك إصدار القرار ولنا فى ديننا السمح وسنة نبينا الكريم الكثير من النصوص والأسس التى تدعوا إلى التشاور فى الأمر .
رابعا التقدير: وأعنى هنا منح المرؤوس أو المتعامل مكانته وإعطائه القيمة التى يستحقها وإشعاره بأنه لا غنى عنه فى التطوير والتقدم فى العمل .
خامسا التحفيز: ربما لعدم توافر هذا العنصر فى قاموس المؤسسات فى مجتمعاتنا العربية دور كبير فى عدم الإبداع فى مجال العمل، وأصبحت الوظيفة أو المهنة مجرد عمل يتبعه راتب شهرى، وأقصد بالتحفيز هنا النوعين المادى والمعنوى، وأحيانا رسالة شكر أو مدح تصرف وسلوك يؤدى إلى الإبداع والابتكار.
سادسا الحب: بمعنى اجعل العمل أو الوظيفة التى تشغلها كأنها علاقة غرامية تحاول فيها إرضاء الشريك، لكى يعود رضاؤه عليك بسلوك إيجابى، وعندما تحب وظيفتك ستبدع بلا أدنى شك وتشعر بأنك مايسترو لفرقة موسيقية تعزف أجمل الألحان .
هذه بعض العناصر من وجهة نظرى للتميز فى الحياة العملية، خلاصة خبرات سنوات فى مجال العمل وددت طرحها أمام أعينكم ربما يكون لها مردود إيجابى فى حياتكم العملية .