جميعنا بشر يعبر الحياة فيمر بتجارب منها المُفرح ومنها المُحزن، ولكن لا داعى للتفكير فى الفرح كثيراً، فعندما يأتى من الطبيعى أن تترك لنفسك المساحة الكافية للفرح لأقصى حد دون تردد .
ولكن دعنا نتكلم فى تجاربك المؤلمة، التى لا تستطيع أنت السيطرة على نفسك فيها وتتحكم فى حجم الحزن بداخلك، والذى من الممكن أن يصل لحد الغضب أو السخط من ما قدره الله لك .
جميل أن تسمع أن الرضا مطلوب دائما، وأن الحزن لا يغير شيئا من المقسوم، ولكنه شعور إنسانى خلقه الله بداخلك لتعبر عن ذاتك وتخرج ما بداخلك.
لذا فهو حق مشروع لك، لا يعبر عن عدم الرضا أو السخط، إذا جاء لك ما يحزنك فدع نفسك تعبر عن ذاتها.
إذا مررت بتجربة مؤلمة كمرض أو موت عزيز، فهذا ليس بالأمر الهين، ولكن هل فكرت يوما أن تنظر فى الأمر بشكل مختلف وتترك الحزن جانباً دون أن تنغمس فيه.
أعلم أنه صعب وأحيانا يكون مستحيلا، ولكن دعنا نحاول، فكر فى أن ما يحدث ليس باختيار أحد سوى الله، وهو أعلم بالأصلح لك فى حياتك الدنيا، فما الذى يخيفك إذن؟ أمور الدنيا؟ ولكن أمره بين الكاف والنون وكل شىء عليه هين، فقد ارفع مطلبك له وسوف يجيب .
عندما تفقد ما تمنيت بقاءه، تصاب بالحزن والتفكير فى ما مضى ولكنك لا تفكر فى ما هو قادم، وأنه من الممكن أن يكون أفضل وأن أمر المؤمن كله خير، فالله عز ما جل ما أخذ منك شىء إلا ليعطيك، فرفقاً بنفسك فى حزنها، لا تجلدها بالتفكير فى ما مضى وما كان سيحدث إذا بقى، ولكن حاول أن تفكر بيقين وثقة فى ما هو آت، فالذى خلق نفسك لم يخلقها لتشقى فذكّى نفسك باللجوء إليه يكن حزنك هين .