فى مرحلة من حياتى كنت أسهب فى الحديث مع كل من أجلس معه قريب أو صديق أو زميل أو رفيق طريق وتمر الأيام وربما السنون وقد أكون نسيت ما تكلمت به، ويأتى من يذكرنى بما سمعه منى، فاكر لما قلت لى ؟، المعلومة دى عرقتها منك. كم سبب لى ذلك من مشاكل تتدرج فى حجمها وتأثيرها.
قرأت مقولة لأحد الآباء وكان معلما لأولاد الملوك فى جيله وهو الأنبا أرسانيوس وأعجبتنى المقوله ووجدت فيها علاجا لحالتى (كثيرا ما تكلمت وندمت أما عن الصمت لم أندم قط) وتعلمت فعلا وعملا أن الشيطان يكمن فى التفاصيل (هذا المصطلح يشير إلى مابين السطور فى الاتفاقيات والمعاهدات النى يتم وضع عناوين قد تكون خادعة لأن العناوين قد تختلف مع التفاصيل)، وإذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب.