أهلى وناسى فى المحروسة كل عام وأنتم بخير، رمضان كريم أعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال.
دراويش الفيسبوك والواتس اب نشطاء دينيون بطبيعتهم - إذا جاز التعبير- لكنهم يضاعفون النشاط فى رمضان طمعاً فى الثواب المضاعف. ودرويش الفيسبوك أعنى به من يضع "بوستات"حسب لغة هذا المجال تتضمن قصصاً وأحاديث نبوية مغلوطه، وهو أيضا الذى يسارع بإرسال كل مايصل إليه من بوستات تتعلق بالدين دون تحرى صحتها.
وأول هذه البوستات الذى ربما يكون قد وصلكم لأنه يحوم فى سماء الفيسبوك والواتس أب من فترة. قال النبى صلى الله عليه وسلم إذا سبق شخص بأخبار شخص آخر بالشهر المبارك حرمت عليه النار!
كذب مفضوح وسذاجة وركاكة واضحان فى السرد. وحرصاً منى على الحقيقة بحثت عن الحديث المزعوم فى موسوعة الحديث الشريف فلم أجده لكنى وجدت الفتوى رقم: 3277 بتاريخ 14/2/2017 لدار الافتاء تتعلق به وتذكر: "لم يرد فى النصوص تحريم النار على مَن يُبلِّغ غيره بوقت دخول شهر رمضان الفضيل، ولذا لا صحة لهذه الرسالة، والأصل منع تداولها بين الناس بأى شكل من الأشكال، لما فيها من الكذب على النبى صلى الله عليه وسلم، فالحديث الذى يتناقله الناس بهذا الخصوص موضوع لا أصل له.
علماً بأن ثبوت شهر رمضان - المعتمد لدى دائرة قاضى القضاة فى بلدنا المبارك - يكون من خلال تحرِّى الهلال فى آخر شهر شعبان؛ ولا يمكن لأحد أن يجزم به قبل ذلك على وجه التحديد.
وننصح جميع من يتساهل فى تناقل الأخبار الزائفة والكاذبة أن يتحرى ويتأنى قبل إرسال ما يصله، كى لا يعين إلا على نشر الخير والصدق. والله تعالى أعلم".
وحديث فيسبوكى وواتسابى يتعلق برمضان ورد فيه:" هذه تهنئة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بقدوم رمضان، حيث قال: أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه، فينزل فيه الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ويباهى بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله، رواه الطبرانى فى الكبير وقد حكم عليه الشيخ الألبانى أنه موضوع فى ضعيف الترغيب والترهيب.
وحديث أخير لا يتعلق برمضان ولكنه دليلٌ على دروشة الدراويش الذين يكتبون ولا يهتمون بدقة المكتوب
البوست ورد فيه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ" مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ".
إلى هنا والحديث صحيح بحثت عنه فوجدت أنه ورد فى: مسند أحمد، وسنن الترمذى، وابن ماجه، لكن الدرويش جعل الثواب: أربعين مليون حسنة(!). ويطالب كالعادة: انشر تؤجر. والمؤسف أن الدرويش واضع البوست كشف جهله ودروشته التى هى سبهلله، فى موضوع الثواب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعى التابعين والخلفاء لم يكونوا يعرفوا لفظة المليون، التى تم اقرارها حسابياً بعدهم بمئات السنين، فالخليفة إذا أراد أن يغدق فى العطاء نادى على خازن بيت المال قائلا: يافلان إعطه ألف ألف. وهى فى مجموعها مليون.كل عام وانتم بخير واحذروا دراويش الفيسبوك والواتس اب وهم حالياً فى قمة: انشر تؤجر!.