(رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار)
وفجأة دوّى صوت إطلاق نار من مسافة قريبة وصوت انفجار ..
فانتفض المقدم مجدى والنقيب محمد مسرعين إلى ساحة المعسكر وركض إليهما المساعد مؤدياً التحية :
- إرهابيون يا فندم فى شارع المدارس .
أسرع المقدم مجدى يأمر القوات بالتحرك بينما بدأت أصوات تبادل إطلاق النار بين قوات التدخل والإرهابيين .
كانت السيارات المصفحة تنهب الطريق نهباً باتجاه موقع إطلاق النار، ووصلت أخيراً لتجد انفجاراً محدوداً بجوار أحد أكشاك الحراسة بينما فر الإرهابيون .
نزل المقدم مجدى من المصفحة صارخاً :
الجبنا الجبنا . لو رجالة كانوا يستنوا ويورونا نفسهم .
تفقد النقيب محمد معه موقع الحادث وسرعان ما أتى رجال المعمل الجنائى .
أشار المقدم مجدى بيده قائلاً :
- نفسى أعرف الشياطين دول جايبين الفكر دا منين ؟!
فيه حد يقتل أهله وناسه ويستهدف بلده ؟!
هدّأ النقيب محمد من ثائرته قائلاً وهو يربت على كتفيه :
- ربنا هينصرنا عليهم .. ربنا ميرضاش الظلم والعنف .
زفر المقدم مجدى فى حرارة وهو يقول :
- ونعم بالله .
كان رجال المعمل الجنائى يمسحون الموقع مسحاً ليجمعوا الأدلة وراقبهم المقدم مجدى فى صمت ثم تقدم ليجلس فى مدخل إحدى السيارات .
كان الجو الحار يخنق الأنفاس والعرق يغمر الوجوه والأجساد والكل يؤدى عمله بينما ارتفع رنين الهاتف فى جيب العقيد مجدى الذى رفعه بسأم ولكنه لم يكد يطالع شاشته حتى ضغط زر تلقى المكالمة هاتفاً :
- رانيا !
أجابته زوجته بقلق:
- عامل إيه يا مجدى متصلتش من امبارح ؟
أخذهما الحديث ..
ثم دوّى صوت فتاة صغيرة اختطفت الهاتف وما أن سمع مجدى صوتها حتى هتف :
- حبيبة بابا . رجعتى من النادى؟
كانت ابنته سارة و ..
- سيادة المقدم !
قاطعة صوت النقيب محمد فاعتذر لسارة وأنهى المكالمة ثم اعتدل منتبهاً فقال النقيب محمد مشيراً بيده :
- فيه حاجة لازم تشوفها يا فندم .
هبط من العربة وتوجه معه لموقع الانفجار فتلقاهما أحد مسئولى المعمل الجنائى الذى كان يحمل شيئاً فى مغلف بلاستيكى، فاقترب منه المقدم مجدى ومد يده يمسكه فى نفس الوقت الذى دوى فيه صوت رنين المحمول فمد يده ينظر فى شاشته قائلاً :
- مش عارفة تصبرى شوية يا سارة؟
كان يعلم كم تشتاق له ابنته وهو بعيدٌ عنها لمددٍ طويلة وأمسك الهاتف، ولكن نظرة واحدة إلى شاشته جعلته يقطب جبينه فضغط زر التلقى ووضع الهاتف على أذنه هاتفاً :
- مين معايا ؟
وكان الرد مذهلاً !
وإلى أقصى حد ......
(يتبع).