(رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار)
عقد العقيد مجدى حاجبيه وهو ينظر للرقم الظاهر على شاشة المحمول، والذى لا يمت بصلة لأى دولة ثم رفع الهاتف إلى أذنه وهو يهتف :
- مين معايا؟
أتاه صوت يحمل لكنة سكان المنطقة :
- إحنا اللى زرناكم النهاردة .
قبض المقدم مجدى على المحمول بشدة وهو يقول بقوة وغضب :
- جبت رقمى منين. وانتوا مين بالظبط؟ وغيرت رقمك إزاى؟
دوى صوت ضحكة على الطرف الآخر ثم قال صاحبها :
- بالنسبة للسؤال الأول مش مستحيل وبالنسبة للسؤال الثانى مش هرد وبالنسبة للسؤال الثالث التكنولوجيا تعمل كل حاجة ..
نهره المقدم مجدى بكل قوة وهو يقول :
- عايز إيه يا إرهابى إنتا؟
رد الإرهابى ضاحكاً بسخرية :
- إرهابى حتة واحدة؟
ثم ازداد صوته صرامة مرةً واحدة وهو يقول :
- عايز اللى انتا ماسكة ف إيدك !
تطلع المقدم مجدى بحدة لما يحتويه الكيس البلاستيكى ثم تلفت حوله فى بحثٍ فقال الصوت :
- تؤ تؤ تؤ . ضار جداً بالصحة !
ثم قسا صوته :
- اللى ف إيدك يوصلنى الليلة عند قهوة ( ....... ) وإلا ....... وقطع كلامه ثم أردف :
- تسيبه تحت الكرسى اللى ف آخر القهوة اللى هتكون قاعد عليه .
انقطعت المكالمة فجأة فتساءل النقيب محمد مندهشاً :
- فيه إيه يا سيادة النقيب؟
تطلع إليه مجدى فى تصميمٍ ورد قائلاً وهو يتطلع لكيس المعمل الجنائى وما يحتويه :
- الموضوع كبير يا محمد !
***
ليلاً وفى الموعد المحدد وبخطة أمنية محكمة وضعتها الأجهزة الأمنية كان العقيد مجدى يتقدم ليدخل المقهى الذى على الرغم من الأحداث الأخيرة كان به عددٌ كبيرٌ من الزبائن الذين احتشدوا لمتابعة مباراة كرة قدم مهمة .
جلس فى هدوء وطلب مشروباً ثم أخذ يُمعن النظر فيمن حوله .
بدا له شارب الشيشة القريب منه والذى نظر له فى هدوءٍ مرة أو مرتين مريباً .
ماذا عن الشاب ذو النظارة الذى ثبت نظره بعيداً عن المباراة ؟!
بدا الوضع مريباً أكثر من اللازم فوضع ما فى جيبه تحت الكرسى وهب واقفاً واستعد للخروج من المقهى و ... !
ودوى صوت رصاصة اخترقت الزجاج الأمامى للمقهى !
رصاصة أصابت هدفها وبكل دقة ..
(يتبع).