رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار
دوت أصوات أبواق سيارات الشرطة تشق شوارع المدينة باتجاه المقهى، ونزل من إحداها النقيب محمد مسرعاً وركض باتجاه المقدم مجدى الذى جلس على كرسىٍّ أمام المقهى يلتقط أنفاسه، ويشرب بعضاً من الماء بالسكر الذى أعده له صبى المقهى بعد كشفه لهويته ..
- إيه اللى حصل يا فندم؟
سأله النقيب محمد فى لهفة وجزع فأجابه المقدم مجدى :
- زى ما انتا شايف، رصاصة أصابت التليفزيون مباشرةً .
تأمل النقيب محمد المقهى، بينما كان رجال الأمن يحيطونه بكردون أمنى ورجال المعمل الجنائى يبدأون فى فحص المكان ثم التفت للمقدم مجدى قائلاً بحزم :
- وليه كدا؟
أجابه المقدم مجدى :
- للتخويف! الظاهر شريحة المحمول دى عليها شىء يهم الناس دى .. عموماً الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات تفحص الآن بالتعاون مع الجهات المختصة محتويات الشريحة. كانوا عارفين أن إنا مش هنجيب الشريحة وحبوا يستعرضوا عضلاتهم ويخوفونا .
سأله النقيب محمد ثانيةً :
- لسه مش فاهم يا فندم إزاى وقعت منهم الشريحة دى؟
أجابه المقدم مجدى :
- بتحصل يا محمد مش مستحيل يعنى ..
ثم قام يتابع الإجراءات الأمنية فى الوقت الذى ارتفع فيه رنين هاتفه المحمول .
- أيوة يا فندم .. تمام يا فندم .. تمام .
أنهى المكالمة ثم التفت للنقيب محمد مشيراً بيده :
سيادة اللواء كمال كان بيكلمنى . الشريحة لقوا عليها أرقام وجارى تتبعها .
أنهى كلامه وشرع يتابع الإجراءات بينما لحق به النقيب محمد وهو يتابع :
- ما دام شافوا اللى فإيدينا ف موقع الحادث يبقى أكيد كان ليهم عنصر بيتابعنا من شباك إحدى العمارات .
توقف المقدم مجدى بغتة وعقد حاجبيه قائلاً :
- صح يا محمد .. صح تسارع الأحداث خدنا عن النقطة دى .
ثم استطرد آمراً :
- إطلب فوراً إذن النيابة بتفتيش الضرورى من المنطقة .
أجابه النقيب محمد :
- تمام يا فندم .
راقبه وهو يبتعد وأخذه التفكير فيما يحدث وتسارع الأحداث وتطورها وشرع يتجول وسط رجال المعمل الجنائى .
- يا فندم يا فندم .
انتزعه النداء المتسارع من شروده وتفكيره .
فالتفت إلى المساعد الذى يركض باتجاهه فى مزيجٍ من التوتر والتساؤل والتوجس .
- مفاجأة يا فندم مفاجأة .
واستمع المقدم مجدى لما عنده وكانت بالفعل مفاجأة !
قوية ..
وبشدة .....
يتبع .