هنا كوكب الأرض، ذلك الكوكب الذى اتسع له الفضاء الفسيح الذى لا حدود له، اتساعاً بقدر حجم هذا الكوكب العظيم .
على كوكب الأرض عاش الرجال، بينما النساء فضلن أن يعشن بكوكب الزهرة ذلك الكوكب "الافتراضى".
وذات يوم قرر رجال الأرض الوصول لنساء الزهرة عبر رحلة طويلة تخللها كثير من المشقة والتعب.
أظهر النساء ترحيباً ووداً ملحوظاً فى بداية الأمر، وكان لقاؤهن فصل آخر من فصول العمر.. حيث لمعت أعين إحداهن للآخر، وتمنين أن يكن لهن حق تكرار تلك اللحظات، إذ شعرن بشعور سحرى لا عهد لهن به من قبل.
وبالفعل نلن ما تمنين وتكررت اللقاءات، لقاء تلو لقاء وتعطلت كل الحواس المدركة للوقت وشعرن وكأنهن خارج حدود المجرة والكواكب، وشعورهن لم يسعه ذاك الكون بفراغه العملاق.
وقرر الرجال – عفوا أراد الرجال . لعلكم تظنون أن الرجال فقط من يقرروا "أرادوا" الرجال أن يكتشفوا المرأة عن قرب، ويكشفوا النقاب عن ذلك الكائن، حيث إنه يشبههم إلى حد كبير، بخلاف أن كل منهم له دور مُوكل إليه فى هذه الحياة.
إذ هم يجدوا أن معظم النساء تستمد ثقافتهن عن الرجل فى عصرنا هذا من خلال مواقع السوشيال ميديا، والتى دشنت بعضهن صفحات تهجو فيها طباع الرجل الشرقى، وكيف أنه إخطابوطى العلاقات، بارع فى استطيان قلب المرأة ليضمها لحريمه ليلحق بأخرى، خائن ووحشى، يستكبر إذا رآها عاشقة له، وتدعوهن لارتداء ملابس الحداد على أخلاق الرجل الشرقى، كأنها نزلت للتو من أقصى بلاد الغرب !!!!!، واُخرى تهتم بكيفية تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتوصى بالندية، وثالثة تعلن بأن تقفى حدادا - حيث زوجك يبتاع لك نوع ردىء من الشيكولا!!!، ورابعة وخامسة... إلخ، حرب ضروس أعلنتها حواء على الرجل الشرقى، وحتى القلائل من الفتيات اللائى لاعلاقة لهن بالجنس الآخر يرددن ذلك العبث، بالإضافة إلى ذلك تأثرن بكتابات بعض الروائيات، واللائى يروجن لنتاجهن الأدبى بكلمات براقة ولامعة ومفردات صُفت بعناية بالغة ولكنها تخلو من العمق، حال معظم ما نقرأه الآن.
ولعله أسلوب جديد من تسويق الرواية والتى لا تحمل إلا اسما وغلافاً أنيقا، وداخلها كلمات مبعثرة لا تربط بين فصول الرواية أى سياق قصصى، وجعلوا من تلك المواقع والروايات والأقاويل عالم افتراضى، عالم حالم بشخصيات "سوبر" حالمة، رافضين أى بدايات متواضعة لا فى الحب أو الزواج. مما ترتب حالة من التمرد المستمر وفشل كثير من الأسر وانهيار لمعظم قصص الحب إن وجدت، والأنا بين المرأة والرجل، وعدم الوصول لأرضية مشتركة تجمع الجنسين كما التقوا قبلا، وبعضهن زاعمات أنهن قادرات على اختيار حبيب وشريك على قدر تلك الكلمات، وغافلات أن الحب ليس اختيارا، لكن الحفاظ عليه فقط اختيار واجتهاد شخصى أيضاً، والذى من ضمن مقوماته الرضا الذى يجعل حيز الضيق الذى يحصرك براح فسيح لا حدود له .