الطلاق كلمة مخيفة تكشف عن خيبة أمل كبيرة، فأحباء الأمس يصبحون أعداء اليوم يحسمون نهاية قاسية لبداية كانت رائعة، خاصة مع الزيادة الواضحة لعدد الدعاوى فى محكمة الأسرة خلال السنوات الأخيرة والتى ارتفع نسبتها ووصلت لحالة طلاق كل 6 دقائق حسب إحصائيات رسمية، ويتراشقون من خلالها الاتهامات.
إلا إن "فاطمة وعمر" على غير العادة أنفصلوا بطريقة مختلفة وبثقافة غربية، بعد قصة حب وزواج 4 سنين أنتهت بدون أطفال، ونتيجة خلافات أمتدت لسنة ماضية، قررا الطرفان الطلاق بعد محاولات للمعايشة سويا دون علم المحيطين بها، وبعد إنتهاء شهور العدة فجرت "فاطمة" خبر طلاقها من عمر على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، قائلة "قررت بعد شهور العدة ما تخلص اعلن طلاقى زي ما اعلنت الزواج قبل كده..لان الاتنين محتاجين اشهار وإعلان".
وروت فاطمة لـ"انفراد، " أنا عارفة أن الموضوع صادم ومحزن بالنسبة لناس كتير، وعارفة ان فيه ناس قريبين جدا منى اصحاب أو اهل أول مرة يعرفوا المعلومة دى، خاصةً أهلى اللي معرفوش لحد اللحظة اللى قروا فيها البوست بتاعى على الفيس بوك، بعد خلافات أمتدت سنة فاتت، وإننا خلاص العلاقة دي بالنسبة لنا انتهت واتقفلت ومعندناش أدنى استعداد إننا نناقش خلافاتها ولا إمكانية اعادتها من عدمه ولا حتى نرجع لذكرياتها ومش عيب اننا ننفصل بإحترام من غير ما حد يجرح فى حد".
وأضافت، "أنا أعمل مدرسة وأبلغ 28 سنة، بس أهلى ربونى على إحترام الآخرين، والطلاق تم مش عشان أنا وحشة ولا عشان عمر وحش بالعكس تماما، انا اكاد اجزم أنى مش هلاقي حد أحسن من عمر ولا عمر هيلاقى حد أحسن منى، لكن الأكيد إننا ممكن نلاقي حد مناسب لينا ولأفكارنا ولمعتقداتنا ولتوقعاتنا اكتر،و الحقيقة اللي انا متأكدة منها ان مفيش حد فينا غلطان واللي اتعلمته ان مش شرط عشان علاقة تنتهي ان حد من الطرفين يكون غلطان، لكن كفاية جدا اننا منكنش قادرين نفهم بعض ولا قادرين نستوعب بعض ولا قادرين نلبي احتياجات بعض مش عشان احنا وحشين لكن عشان دي قدراتنا ولا يكلف الله نفسا الا وسعها".
وتابعت، "كان نفسي اوي اطبق مراحل الحب السبعة "هيبتا" على علاقتنا دي لانها بتحكي كتير اوي عن أسباب فشلنا في العبور بالعلاقة دي لبر الأمان، ولكن احنا سلكنا طريقين مختلفين عشان نحقق ذاتنا وطموحنا وعمرنا ما هنتقابل، لان في اللحظة اللي ادركت فيها ان عمر مش هيسمح لإكتئابي بكل ما فيه من محن ومعاناة انه يأثر على مستقبله بالسلب – ومعاه كل الحق – هي دي اللحظة اللي قررت فيها بشكل واعي او غير واعي اني لما اخرج من الاكتئاب ده مش هسمح لأي شيء انه يعطلني عن احلامي وطموحي بعد ما كنت مقررة اني اضحي بده عشان أكون مع عمر دلوقتي في ألمانيا، بعد سفره للعمل وتحضير الماجيستير هناك، إلا إن التحول درامي في الاحداث مكنش لينا اختيار فيه وصلنا للنقطة اللي احنا واقفين فيها دلوقتي، وبالفعل خرجت من الاكتئاب في وقت قياسي ونجحت اني استعيد كل شيء خسرته في الفترة دي الا شيء واحد هو العلاقة دي، والحقيقة اننا قررنا اننا لا نستعيدها برغم الحزن والالم اللي عنيناه من الانفصال لكن وجع ساعة ولا كل ساعة، وصدق فعلا لما حد يقولك "القسمة والنصيب" ولا تستهين بالقدر لإنه أقوى من كل محاولاتنا للفرار منه".
وأستكملت فاطمة قصتها مع عمر، " ان العلاقة دي لو أستمرت كانت هتدمرنا انا وعمر، هتهدنا وتمحي شخصيتنا وتقضي على طموحنا واحلامنا، واخيراً انا بتمنى لعمر كل التوفيق والنجاح وانا واثقة انه شخصية قوية اتعلمت منه كتير اوي وعلاقتي بيه زادتني عند فوق عندي ومسئولية فوق مسئوليتي وإصرار فوق إصراري وقدرة عالبحث والنقد فوق قدرتي وتحدي فوق اللي اسسته اصلا في شخصيتي شارك بقدر كبير في إثراء شخصيتي ولو المفروض أذكر تجارب في حياتي كانت نقطة تحول للأفضل بالنسبة لي هذكر هذه العلاقة وقد إيه أنا حقيقي ممتنة ليها وللي الطرف الأخر في العلاقة علمهولي أنا أتمنى له كل التوفيق والنجاح والسعادة وإنه يلاقي فتاة أحلامه اللي تحقق له كل توقعاته وتشاركه حياته القادمة وتكون سند ليه في الدنيا بتحدياتها ومعاناتها".
وأكدت فاطمة، أن علاقتها بـ"عمر" انتهت منذ الإنفصال رسميا ولا تربطها به أى حديث أو كلام، ولكن إحترام الآخر واجب فى حضوره وغيابه مثلما ربانى والدى ووالدتى".