قطر الآن تشهد حالة عجيبة يرثى لها أو بالأحرى مزرية من الانفلات الإعلامى من قبل أميرها وأدواته الإعلامية الموجهة نحو العرب، وخاصة مصر والسعودية على حد سواء، فالمتابع للمشهد السياسى والحالة القطرية العجيبة من نوعها يتبين لنا أن قطر صارت صداعا فى رأس العرب، ولابد من معالجة هذا الصداع الذى فاق التوقعات، وبات مزعجا ويعمل على تشتيت الانتباه وفقد الرؤية ولابد من التدخل السريع لمعالجة هذا الأمر .
تلك الدولة الصغيرة تحكمها أسرة تعانى من الجنون والتى عملت وبجدارة على تكوين العداء مع جميع الدول العربية، نظرا لتطاولها المستمر على مصر والسعودية، خاصة بعد قمة الرياض الأخيرة، والتى ألمح الرئيس السيسى فى كلمته إلى الدول التى تعمل ضد مصلحة العرب فى تمويل ودعم وتدريب الإرهابيين الذين يقومون بعمليات إرهابية فى مصر، بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار وانتهاك للسيادة المصرية .
ولذلك طالب الرئيسى المصرى فى خطابه بتجفيف منابع أهل الشر، والتى تعتبر من أحد الأدوات المستخدمة فى تقييد الإرهاب، وكان ذلك فى حضور قادة العالم العربى والإسلامى والأمريكى، ولذلك تم حجب العديد من المواقع الإلكترونية التى لها توجهات داعمة للإرهاب وعلى رأسها وكالات الأنباء القطرية، وبالطبع الجزيرة رأس الأفعى فى كل من السعودية ومصر، وهذا الإجراء جعل النظام القطرى يخرج عن وعيه ويبدأ سلسلة من الأعمال السخيفة فى رسم كاريكاتير مسىء للعاهل السعودى الملك سلمان وفى مصر يحاولون تزييف الإيميلات، فتلك الأعمال أنما تنم عن نظام يترنح ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتأكيدا على وجهة نظرى تلك التصريحات الأخيرة من تميم قطر بأنه يبعث برسائل واضحة لامجال للتأويل فيها، بأنه سيعمل على تكوين علاقات قوية ومتينة مع إيران التى يراها على حد زعمه بأنها ذات ثقل إسلامى وإقليمى لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها على أساس أنها قوة كبرى وتضمن الاستقرار والاتزان فى المنطقة، ولذلك أرى أن هذا النظام القطرى قربت نهايته لأنه بتلك التصريحات يقول للعرب أننى أسعى لتكوين حلف مع إيران ضدكم أيها العرب، وأحمى نفسى وعرشى منكم، بل لم يكتفى بإيران فحسب، وإنما بحركة حماس فى فلسطين بل بإسرائيل نفسها وأيضا لديه اعتقاد بأن القواعد الأمريكية التى توجد على أراضيه ستحميه.
إن الأمير القطرى يشعر بالغيرة والحقد من مصر والسعودية التى باتت تشكلان مصدر الثقل فى المنطقة وهو يريد له مساحة على الساحة الإقليمية ولذلك يشعر بأنه هو ودولته باتوا من المنبوذين، وليس لها أى تأثير يذكر، ولذلك لجأ إلى التصريحات الغريبة والأعمال الحاقدة التى جعلت منه ودولته صداعا فى رأس العرب.