تعودت أن أضع طعاما وماء للطيور .. عصافير...يمام ...حمام .. وأحيانا عصافير ملونة شكلها جميل جدا الحقيقة لا أدرى كيف هو حر طليق .
المهم فى هذه التجربة الشخصية أنى لاحظت عند مراقبتى لهذه للطيور التى تأتى لتأكل وتشرب أكتر من مرة "غراب "يأتى هو الآخر كباقى الطيور ليأكل.. فإذا بى فى حالة غضب شديد يصحبها إحساس بالتشاؤم وصممت على تخويفه وطرده ومنعه من أن يأكل أو يشرب .
وفعلا طار بعيدا ووقف على شجرة بالحديقة يراقبنى حتى أغادر ليستطيع أن يعاود المجىء، نظرت إليه طويلا وانتباتنى حالة من الشفقة على هذا الطائر المسكين الذى كل ذنبه أن الله سخره ليعلم الإنسان كيف يوارى الأجساد بعد الموت.
وسألت نفسى من أين أتى كل هذا الكره والغضب والشعور القوى بالتشاؤم ... كيف لى أن أكون وقد حملت قلبا لا يحمل كرها حتى لمن آذانى من البشر؟
ورحت فى تفكير عميق وسألت نفسى ماذا فعل لكِ هذا الطائر المسكين؟ ربما أنه جائع أو ما أدرانى فقد يموت بحثا عن الماء الذى حرمته منه، ماذا أصابنى هل هى عنصرية؟، ولكنى لم أكن أبدا كذلك، إذن ماذا؟، وبعد فترة من التفكير أدركت السبب الحقيقى الذى يكمن بذهنى هى (الذهنية المتراكمة فى عقلى) عن هذا الطائر المسكين، وأكاد أجزم أن السواد الأعظم منا يحمل هذا الفكر السيئ عن أشياء كثيرة فى حياتنا، وهنا أيقنت أن تلك الموروثات الكثير منها دينية والتى أصبحت تؤذى الدين نفسه إلى أن وصلنا لتقديسها وتقديس أصحابها المتاجرين بها الآن، والتى اغتنمها أصحاب العمم والذقون مؤخراً فحولوا الدين لمجموعة فتاوى لا تنتهى عن نمص الحواجب والجلباب القصير وحف الشارب وإطلاق اللحى وأدعية لا حصر لها
أزيحوا عنكم تلك التراهات تخلصوا من هذا القفص ذو القضبان الدينية الوهمية... البشر ليسوا مقدسين حتى وإن كانوا يرتدون العمة ويطلقون الذقون... هم بشر يستشهدون ببشر مثلهم من مراجع أقربها قبل قرون .. غالبيتهم بعيدين كل البعد عن المعرفة التى تجعله قيما على الدين ... وأخيرا للجمع أقول ...
افيقوا يرحمكم الله