( رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار )
تناول المقدم مجدى المنظار بسرعة ونظر به أمامه وأداره يميناً ويساراً ثم توقف به أمام ما يراه أمامه !
فقد كان ما يراه مفاجئاً وغير متوقع ..
على الإطلاق ....
***
كانت سيارة جيب تتجه باتجاه المعسكر بكل سرعتها وسرعان ما صرخ المقدم مجدى :
إنذار للهدف والاشتباك معه .
أسرع الجنود ينذرون السيارة فلم تتوقف وسرعان ما اشتبكوا معها ..
كان المقدم مجدى يتابع السيارة التى بدا – على الرغم من زجاجها المموه - موقع السائق فيها شاغراً ..
كانت الرصاصات تنهمر على السيارة التى تتقدم فى سرعة هائلة وسرعان ما دوى الانفجار ...
***
كان المقدم مجدى يمسك بالهاتف ويتابع كلامه مع اللواء كمال :
- أيوة يا فندم.. عربية محملة بمتفجرات كانت فاضية ومتجهة ناحية المعسكر.. أيوة يا فندم فاضية الظاهر العنصر الإرهابى قفز منها قبل ما توصل هنا... لا يا فندم مفيش أى إصابات وتم التعامل معها ..
أنهى المكالمة والتفت إلى النقيب محمد آمراً :
- شوفلى مصادرنا فى العريش يا محمد.. الأوضاع اتجهت فى الفترة الأخيرة لتصعيد كبير جداً ..
أدى النقيب محمد التحية العسكرية وهتف :
- تمام يا فندم .
أسرع لتنفيذ الأوامر بينما جلس المقدم مجدى خلف مكتبه وشبك أصابعه أمام وجهه واستغرق فى تفكيره العميق ..
الإرهابيون هؤلاء يحتاجون لخطة محكمة لإخراجهم من جحورهم ومن ثم اصطيادهم ..
ولكن كيف ؟
كيف ؟
وأخذه التفكير حتى غرق فى بحره ...
***
فى هدوءٍ لا يتماشى مع الأوضاع الملتهبة فى المنطقة كان أحدهم يقترب من إحدى أطراف (جبل الحلال) وسرعان ما انطلقت رصاصة تحذيرية تحت قدمه .
رفع يديه بإشارة خاصة وسرعان ما ارتفعت راية بيضاء من الجبل لوحت ثلاث مرات سامحةً له بالتقدم إلى الأمام .
تقدم إلى الأمام صاعداً المنحدر وسرعان ما استوقفه عنصرٌ ملثم مسلح بكلاشنكوف روسى هتف به :
- كلمة السر .
رد الشخص المجهول :
- الجبل الغربى 88 .
فتح له العنصر الطريق فتوجه باتجاه كهف أمامه وسرعان ما تلقفته عناصر أخرى حتى دفعته لرجلٌ فى صدر المجلس وخلفه راية إرهابية سوداء معروفة .
وهتف المجهول :
- السلام عليك يا أبا دجانة .
رد المدعو أبو دجانة :
- وعليك السلام يا أبا جاسر . ما وراءك ؟
رد أبو جاسر :
- الأمن يشدد قبضته على العريش وأجوارها والضابط الجديد مجدى ليس سهلاً .
حدجه أبو دجانة بنظرة نارية شيطانية وهتف :
- ليس لهم إلا الذبح والقتل !!
ثم أردف :
- ستعود ومعك عنصران لتنفيذ عملية .
أومأ أبو جاسر برأسه إيجاباً وبدا له أبو دجانة ومن حوله بملابسهم السوداء ونظرتهم النارية كأنهم ليسوا من البشر ..
بل شياطين ..
تماماً ...
***
وجدتها !
هتف بها المقدم مجدى لنفسه وهو ينتفض قائماً من كرسيه وعلى وجهه أمارات البشر والفرح ..
وهتف ثانيةً: وجدتها !
وكانت الفكرة التى اختمر عنها ذهنه لتوجيه ضربة قاصمة للإرهابيين فكرةً عبقرية ..
وبحق !
(يتبع)