(رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار)
تسللت العناصر من جبل الحلال جنوبى العريش تحت جنح الظلام ..
كان أبو جاسر الدليل يقودهم فى خفة ومهارة عبر الدروب الصحراوية باتجاه مدينة العريش، متفادياً الدوريات والكمائن وسرعان ما كانوا يقتربون حثيثاً من المدينة .
جلسوا للراحة وتأمل أبو جاسر فيهما .
بدوا له كأنهما شيطانان خرجا من أعماق الجحيم ..
عاد يتأمل فيهما وفى ملامحهما المتجهمة وعيونهما النارية وفى لحظةٍ أوشك أن يختطف سلاحيهما فيفرغه فيهما ..
أيقظه أحدهما من أفكاره قائلاً :
- هيا بنا .
قاموا والفكرة تعربد فى رأس أبى جاسر والندم يعتصره ..
هؤلاء شياطين ..
شياطين !
***
أخذ المقدم مجدى يشرح بحماسة الفكرة على الخريطة أمام اللواء كمال والقيادات الأمنية وهو يشير بإصبعه :
- هنطلع إشاعة مدروسة إننا بننقل ذخيرة وهنمر من هنا – وأشار إلى الطريق – وإن الذخيرة تحتوى على أسلحة متطورة جديدة .
فالإرهابيين طبعاً مش هيفوتوا الفرصة ومحاولة مهاجمة القافلة ؛ وبكدا نكون مستعدين ونصطادهم براً وجواً بالهليكوبتر .
تساءل أحد القيادات :
- ولو زرعوا ألغام فى طريق القافلة ؟
رد المقدم مجدى :
- هنكون مراقبين الطريق كويس يا فندم ومتخذين كل الاحتياطات .
تنهد اللواء كمال مربتاً على ظهره :
- على بركة الله .
وكان هذا يعنى أن المواجهة الحاسمة تقترب ..
وبشدة
***
اقترب أبو جاسر من أبواب العريش وفجأة سمع صوتاً فأشار بالصمت ومد ذراعه على طوله يركن العنصرين الإرهابيَّيْنِ جانباً .
كانت دورية ليلية تجوب الشوارع فى وقت حظر التجول فكمنوا فى مكانهم وهى تقترب منهم وضوؤها الساطع يشق ظلام الشارع ..
بدا كأن قائدها سيتوقف واستعد الإرهابيين الاثنين لتجهيز سلاحيهما ولكنها مرت فى هدوء .
تنفس أبو جاسر الصعداء وأكملوا مسيرتهم مستترين بالليل والجدران والشوارع الخلفية .
***
دوت طرقات على حجرة المقدم مجدى فهتف :
- إدخل .
دخل النقيب محمد وأدى التحية العسكرية قائلاً :
- تمام يا فندم .
تقرير مصادرنا الخاصة .
فتح المقدم مجدى المظروف وقرأ الكلمات بعناية وعقد حاجبيه فى شدة ..
فقد كانت المعلومات التى يقرأها خطيرة جداً ..
وإلى أقصى حد !
(يتبع )