يقولون إن الإنسان يكون له نصيب من اسمه، ولا أدرى مدى صحة هذه المقولة، ولكن ما أًدركه حقًا أن الإنسان عليه أن يحقق مزايا اسمه قدر المستطاع؛ حتى يكون اسمًا على مسمى، فالإنسان لابد أن يحترم كل ما فيه وأوله اسمه، بالرغم من أن الاسم يكاد يكون من أوائل الأشياء التى لم يختارها الإنسان فى حياته وتظل لصيقة به آخر يوم فى عمره، ولكنه رغم ذلك عليه أن يتمعن فى معنى اسمه وصفاته، ويحاول أن يتحلى بها، فما أسخف أن يكون للاسم معنى نبيل، وصاحبه يدنسه بأفعاله المُشينة .
وكم من آباء أطلقوا أسماء على أبنائهم، أسوة بالعظماء والأبطال؛ أملاً منهم فى أن يسير أبناؤهم على درب هؤلاء، فهذا دليل على أن الأسماء لها تأثير كبير على تكوين فكر وعقيدة الإنسان .
ففى أحد الأيام لُوحظ أن أحد الجنود فى جيش الإسكندر الأكبر كانت تنقصه الشجاعة والإقدام، فقد كان دائمًا فى الصفوف الأخيرة، وليس فى الصف الأول، ووصلت أخباره إلى الإسكندر الأكبر أثناء احتفاله بالانتصار، فاستدعاه وقال له: "ما اسمك؟"، فأجابه الجندي، وقال: "إسكندر"، فحملق الإسكندر فى وجهه وقال له: "أظهر ذلك فى الهجوم وفى الحروب، وإلا غَيِّر اسمك"، وهذا يدل على تقديس الإسكندر الأكبر لاسمه ورفضه أن يتسمى به شخص لا يتصف بالشجاعة والإقدام .
فيا ليتنا جميعا نحترم أسماءنا، فاسم الإنسان ليس مجرد حروف تدون فى بطاقته الشخصية، أو وسيلة تميزه عن الآخرين، فاسمه هو أمانة يجب عليه أن يصونها ويحترمها، ويجعل منها أيقونة لكل من يذكره، ولهذا هناك أسماء تظل خالدة، حتى بعد وفاة أصحابها، وأسماء تندثر فى التراب مع أصحابها، وربما قبل اندثارهم، فحاولوا أن تكون أسماؤكم على مُسمياتكم .